وذكرت لوموند أن الزيارة بمثابة حفظ ماء وجه للملكة العربية السعودية، عن طريق حل الأزمة خارجيا، بتدخل دبلوماسي فرنسي يعيد الدبلوماسية الفرنسية إلى ساحة الشرق الأوسط، بعد شائعة احتجازه بالمملكة.
وقالت إن المستقبل السياسي للحريري وقدرته على استعادة منصبه، بات أمرا غير معروف في هذه المرحلة الجديدة، حتى بعد تصريحات ماكرون الأخيرة في قمة غوتنبرغ القائلة بعودة زعيم تيار المستقبل إلى لبنان، "خلال الأسابيع المقبلة".
#UPDATE Lebanon's PM Hariri arrives in France after Saudi 'hostage' rumours.
— AFP news agency (@AFP) November 18, 2017
Hariri is in Paris at the invitation of France's President Macron.https://t.co/udiuqlxK2b pic.twitter.com/OvqC0DV5ge
أما بالنسبة للدبلوماسية الفرنسية، التي تغيب منذ فترة طويلة عن الشرق الأوسط، فإن وجود الحريري في المملكة العربية السعودية، حيث يعتبره معظم اللبنانيين "أسيرا"، أمر فعال، فقد ساعدت مبادرة باريس، التي وصفتها صحيفة "لوريان لو جور" اللبنانية، بأنها "دفعة قوية" لانتزاع الحريري من وضع دقيق، في حين أنها تقدم مخرجا للسعوديين الذين هم أنفسهم في وضع لا يمكن الدفاع عنه.
ويسعى الرئيس الفرنسي، منذ انتخابه، الذي يؤكد على رغبته في "التحدث مع الجميع"، إلى القيام بدور الوسيط الدولي، وهو دور قامت به فرنسا بالفعل في العالم العربي الإسلامي، على عكس الولايات المتحدة، فلفرنسا علاقات مع جميع اللاعبين الرئيسيين، بما في ذلك إيران وحزب الله، والحركة الشيعية اللبنانية الموالية لطهران.
ونقلت لوموند عن أستاذ القانون العام في الجامعة العربية في بيروت علي مراد قوله "وصول سعد الحريري إلى باريس يمثل عودة للدبلوماسية الفرنسية في الشرق الاوسط".
#Riyadh appears to be working as proxy of sorts for region’s real power-brokers, US & #Israel https://t.co/9OnIpd6efL
— RT (@RT_com) November 16, 2017
وبمجرد إعلان الحريري استقالته المفاجئة يوم 4 نوفمبر/ تشرين الثاني من الرياض، أعربت السلطات الفرنسية عن قلقها، وانتقل هذا القلق إلى إيران وحزب الله، المتهمين بزرع الدمار في الشرق الأوسط، فقد كانت مخاوف الإليزيه أكبر من زيادة حدة التوتر بين السعودية وإيران، لأنه على الرغم من إنكار السعوديين، بدا سعد الحريري، محروما من الكثير من حريته، حيث تزامن ذلك مع حملة السعودية ضد الأمراء واتهامهم بالفساد.
بدأت جهود الإليزيه لإيجاد حل تؤتي ثمارها، عقب افتتاح متحف اللوفر أبو ظبي، والقاء الذي جمع بين ماكرون ومحمد بن زايد، فلعدة أسابيع مضت، كان مكتب ماكرون مشغولا بتنظيم لقاء مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، حيث رأت فرنسا ضرورة التدخل قبل زيارة ماكرون إلى طهران، في محاولة لإنقاذ الاتفاق النووي يوليو 2015.
PM Hariri arrives to Paris as Saudi-Iranian tensions run high https://t.co/sNKHrClwJv pic.twitter.com/JjV4xbJTgd
— The Jerusalem Post (@Jerusalem_Post) November 18, 2017
وركزت المقابلة التي استمرت 3 ساعات بين ماكرون والحريري في مطار الرياض، على الوضع اللبناني ومصير الحريري نفسه، فقبل ساعات قليلة من المقابلة، استقبل الأخير السفير الفرنسي فرانسوا غوييت في مقره بالرياض، وفي الأيام التي أعقبت ذلك، أجرى الرئيس الفرنسي محادثات أخرى مع محمد بن سلمان عبر الهاتف، وفي يوم الاثنين الموافق 13 نوفمبر/ تشرين الثاني، أي بعد يوم من مقابلة التلفزيون اللبناني مع الحريري، قال خلالها إنه "حر"، أثارت الرئاسة الفرنسية مناشدة محتملة للأمم المتحدة للتدخل.
#صور موكب رئيس الوزراء اللبناني المستقيل #سعد _الحريري في باريس لإجراء محادثات مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في خطوة تهدف إلى نزع فتيل الاضطرابات السياسية الناجمة عن استقالتهhttps://t.co/hm3ufP8EZa pic.twitter.com/el8zPEGYuW
— الرياض — عاجل (@Riy_Breaking) November 18, 2017
وخلال مؤتمره الصحفي في الرياض، أثار وزير الخارجية الفرنسية النغمة ضد طهران، التي ندد بـ " هيمنتها"، وردا على ذلك، نددت وزارة الخارجية الايرانية "بانحياز" فرنسا التى "تساعد بشكل طوعى أو غير طوعى فى تحويل الأزمات المحتملة الى أزمات حقيقية".
وكانت الرئاسة اللبنانية أعلنت، صباح اليوم السبت، أن الحريري سيعود الى لبنان في الثاني والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، "تلقى الرئيس اليوم مكالمة هاتفية بأن الحريري سيتوجه الى لبنان للمشاركة في الاحتفال بيوم الاستقلال"، وقال الرئيس، مضيفا أيضا أن السيد الحريري سيشارك "ولا سيما في العرض العسكري التقليدي".