ووفقا لصحيفة "هبة بريس" المغربية، اليوم السبت 18 نوفمبر/ تشرين الثاني، تسبب الهبوط في أسعار النفط الجزائري إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية للعام الثالت على التوالي، مما دفع بعض الأصوات للمناداة بإدراج مقدرات صندوق الزكاة في المنظومة الضريبية.
ودعا الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم الجزائرية (أكبر حزب إسلامي) عبد الرزاق مقري، مطلع أكتوبر/تشرين الأول، إلى إدماج الزكاة في المنظومة الضريبية للبلاد.
وكتب مقري، في منشور له على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن" الزكاة تعد واحدا من أبرز الحلول التي يمكن أن تلجأ إليها الدولة لمواجهة التراجع المخيف للموارد المالية جراء انهيار أسعار النفط في الأسواق العالمية".
ومن جانبه، قال وزير الشؤون الدينية الجزائري السابق أبو عبد الله غلام الله، "إن للجزائر مقدرات حقيقية كبيرة في الزكاة إذا ما أُحسن جمعها".
وأوضح الوزير الجزائري السابق بأن مقدرات البلاد الحقيقية من الزكاة تقترب من 2.5% من الناتج الوطني الإجمالي، أي ما يقارب 4 مليارات دولار سنويا.
ووفقا للديوان الوطني للإحصاء التابع لوزارة المالية، بلغ الناتج الوطني الإجمالي للجزائر في 2016 بنحو 160 مليار دولار.
وأشار غلام الله، الذي يشغل حاليا رئيس المجلس الإسلامي الأعلى (هيئة تابعة لرئاسة الجمهورية الجزائرية)، إلى أن "أموال الزكاة في الجزائر إذا تم جمعها بفاعلية فيمكن أن تكون بديلاً للحكومة فيما يخص أموال التحويلات الاجتماعية (الدعم الاجتماعي)".
وأضاف: "أموال الزكاة يمكن أن تخفف من عبء التحويلات الاجتماعية على الدولة لصالح الفقراء والعائلات المستورة في البلاد"، و"استغلال الزكاة بشكل جيد سيجعل منها مصدرا لأموال الدعم الموجه للسكن والمواد الغذائية ذات الاستهلاك الواسع".
وخصصت الجزائر ما يزيد على 17 مليار دولار كمخصصات مالية للدعم الاجتماعي في قانون الموازنة العامة لسنة 2018، وهي أموال موجهة لدعم الوقود والمواد ذات الاستهلاك الواسع ومِنح للفئات المحدودة الدخل.
جمال غول: غرض صندوق الزكاة في #الجزائر هو التضخيم… ونجاحه مرتبط بوضع نظام مستقل https://t.co/4veIOEZGNt #Algeria
— Algérie Informations (@Algerie_Infos) October 11, 2017
ورأى الخبير في التمويل الإسلامي بالجزائر فارس مسدور، أن نسبة الزكاة تقدر كحد أدنى بـ 2.5% من الناتج الإجمالي الداخلي ، "هذا المبلغ يمكن أن يكون أكبر بكثير بالنظر لحجم الاقتصاد وعدد الشركات ورجال الأعمال".
وأوضح مسدور أن في البلاد 10 آلاف ملياردير من الحجم الكبير، منهم من تبلغ استثماراته 10 مليارات دولار، فضلا عن أكثر من 600 ألف مؤسسة صغيرة ومتوسطة.
وبحسب وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، تحدد نصاب الزكاة للعام 2016-2017 بما يعادل 85 غراما من الذهب، أو ما يقابله بالعملة الجزائرية 450 ألف دينار (4500 دولار).