وتعود جريمة القتل إلى السادس عشر من تموز/يوليو العام 2015، حين قضى جورج الريف (45 عاماً)، متأثراً بجراحه، بعدما تعرض لعدة طعنات على يد طارق يتيم (34 عاماً)، في منطقة الصيفي (وسط بيروت)، أمام أعين الناس، وفي وضح النهار، وذلك على خلفية إشكال وقع بين الرجلين.
وقد اهتم الرأي العام اللبناني بهذه الحادثة، بالنظر إلى بشاعة الجريمة، وبعدما ثبت أن الجاني كان قد تورط في جرائم أخرى لا تقل خطورة، من دون أن يؤدي ذلك إلى إدانته بعقوبة صارمة، بسبب "غطاء سياسي" يحظى به، لكونه يعمل مرافقاً لشخصية بارزة.
والتقط عشرات المواطنين مشاهد عبر أجهزة الهاتف الخلوي لجريمة القتل، التي وصفت على نطاق واسع بالوحشية، التي بدأت باصطدام، عند الطريق المؤدية من مطار بيروت إلى قلب العاصمة اللبنانية، بين سيارة المغدور جورج الريف الذي كان بصحبة زوجته، وبين لينا حيدر صديقة الجاني، الذي كان يرافقها.
وبحسب التحقيقات، فإنّ مطاردة حصلت من قبل الريف بعدما حاولت سائقة السيارة الأخرى الفرار للتهرب من المسؤولية.
وتحدث الشهود عن "الطريقة القاسية والوحشية" التي كان الجاني يضرب فيها المجني عليه، وهو أب لأربعة أولاد، حتى القتل، فيما أشارت اختبارات الفحص النفسي أن المجرم كان واعياً ومدركاً لسلوكه قبل وأثناء وبعد جريمة القتل، برغم محاولته تبرئة نفسه خلال التحقيقات بالقول إنه "لم يكن يقصد القتل".
ومنذ وقوع الجريمة، شهدت بيروت تحرّكات عدّة قام بها ناشطون مدنيون ومنظمات حقوقية للمطالبة بتحقيق العدالة، وضمان محاكمة نزيهة للقاتل.
ويعتمد القضاء اللبناني عقوبة الإعدام في احكامه، ولكنّه أوقف تنفيذها منذ العام 2014، بسبب ضغوط محلية وخارجية من قبل منظمات وهيئات حقوقية.
وكان آخر حكم إعدام في لبنان قد نفذ في كانون الثاني/يناير العام 2004، في عهد الرئيس إميل لحود (1999-2005). وتشير التقديرات الحقوقية إلى أن أكثر من مئة حكم إعدام في لبنان تنتظر التطبيق حالياً في لبنان، وذلك في جرائم تتراوح بين الإرهاب والقتل المتعمد وجرائم الشرف.
وسجّل تنفيذ 51 حكماً بالإعدام منذ استقلال لبنان عن الانتداب الفرنسي في العام 1943.