وقال الكرملين في بيان نشره على موقعه الرسمي الإلكتروني، إن بوتين، هنأ الأسد، بالنتائج، التي حققتها سوريا في الحرب ضد الإرهاب، مضيفا أن الشعب السوري يقترب تدريجيا من هزيمة الإرهابيين، التي هي نتيجة حتمية.
وأكد بوتين أنه بات من المهم الآن التوصل إلى تسوية سياسية في سوريا، مشيرا إلى أن الأسد مستعد للعمل مع كل من يريد السلام، والاستقرار في سوريا.
وقال بوتين: "أنتم تعرفون أنه من المقرر أن التقي في سوتشي بعد غد (الأربعاء)، بنظيريّ، الرئيس التركي والرئيس الإيراني. وأن نجري نحن أيضا مشاورات إضافية، خلال اجتماعنا. المسألة الأهم، هي مسألة ما بعد هزيمة الإرهابيين، وهي مسألة التسوية السياسية، التسوية طويلة الأمد للوضع في سوريا".
وأضاف بوتين خلال استقباله الأسد: "بالإضافة إلى الشركاء الذين ذكرتهم (تركيا وإيران)، أنتم تعرفون، أننا نعمل كذلك مع دول أخرى؛ كالعراق، والولايات المتحدة، ومصر، والسعودية، والأردن، ونحن على تواصل مستمر مع شركائنا".
وقال الرئيس الروسي: "أود أن أناقش معكم المبادئ الأساسية لتنظيم العملية السياسية، ومؤتمر الحوار السوري، الذي تساندوه. أود أن استمع إلى تقييمكم للحالة الراهنة، وآفاق تطور الوضع، بما في ذلك رؤيتكم للتسوية السياسية، التي حسب ما تبدو لنا، ودون شك، في نهاية الأمر ينبغي أن تتم تحت إشراف منظمة الأمم المتحدة. نحن نعوّل على مشاركة نشطة لمنظمة الأمم المتحدة في المسار نفسه وكذلك في المرحلة النهائية".
من جانبه قال الرئيس السوري بشار الأسد إن العملية العسكرية الروسية الداعمة للجيش السوري في مواجهة الإرهاب، التي بدأت قبل عامين وبضعة أسابيع، حققت نتائج كبيرة عسكرية، وسياسية، وإنسانية، مشيرا إلى أن تراجع الإرهابيين في كثير من المناطق أدى إلى عودة الكثير من المواطنين السوريين إلى مدنهم وقراهم وباتوا يعيشون حياتهم الطبيعية.
وأكد الأسد اهتمام دمشق بتقدم العملية السياسية، بعد أن تحقق الانتصار على الإرهاب. وأشار إلى أن الحكومة السورية تعوّل على دعم روسيا لضمان عدم تدخل اللاعبين الخارجيين في العملية السياسية، وأن يدعموا فقط المسار السياسي، الذي سيقوده السوريون أنفسهم.
كما عبر الرئيس السوري عن امتنان الشعب السوري لروسيا، التي لعبت دورا هاما في الحفاظ على وحدة الأراضي السورية واستقلالها.
من جهة أخرى ، صرح رئيس هيئة الأركان في الجيش الروسي، فاليري غيراسيموف، بأنه لا بد من تعزيز النجاحات العسكرية التي تم تحقيقها في سوريا لمنع عودة الإرهابيين قبل بدء التسوية في المرحلة بعد الأزمة.
وقال غيراسيموف: "روسيا وإيران قامتا بالكثير من أجل إنهاء الأزمة السورية"، مضيفا: "بفضل جهودنا المشتركة تكتمل عملية القضاء على الإرهابيين في منطقة البوكمال بشرق سوريا والسيطرة على الحدود السورية — العراقية".
وأشار إلى أن القضاء الكامل على المجموعات المسلحة في سوريا تعتبر "مسألة وقت".
يقول عضو أكاديمية الأزمات الجيوسياسية في حديث لإذاعتنا بخصوص توقيت زيارة الرئيس بشار الأسد المفاجئة إلى روسيا:
في حقيقة الأمر، صحيح قد تفاجا الكثيرون بهذه الزيارة، لكن توقيت هذه الزيارة هو توقيت طبيعي من حيث التناغم، لإنه لا يمكن أن يكون هناك حديث بحكم سقوط "داعش" وعلى يد الجيش السوري وحلفائه وبمساعدة روسية كبيرة، إلا أن يكون هناك تتويج لهذا الحدث الكبير. هذه حدث سوف يسجل على المستوى العالمي كحدث إستثنائي في التاريخ، لكن صحيح أن الإرهاب كل الإرهاب لم يتم القضاء عليه، لكن سقوط رمزية هذا الإرهاب كتنظيم داعش هو حدث كبير بحد ذاته.
التفاصيل في الملف الصوتي المرفق في هذه الصفحة.
إعداد وتقديم: عماد الطفيلي.