مئات المحبين بل المغرمين بسلالة الرحابنة الفنية من بينهم أطفال ومسنين تهافتوا ووضعوا أحاسيسهم وأذانهم الصاغية لخدمة الأغنيات الخالدة،
ربما هم علموا مسبقاً أن "فيروز الخجولة" لن تحضر حفلهم، ولكن ذاكرة الصباح التي حفظتها الفنانة "ليندا بيطار" وتمرست غناءها بأسلوبها الجميل من هيج مشاعرهم ودفعهم للمجيء.
لا يغيب الأمل بقدوم "سيدة الأرز" إلى دار الثقافة باللاذقية، هو "العشق الفيروزي" وحده من دفع بالفقراء والطلاب الذين قطعوا عشرات الكيلومترات لإحياء الإرث الفني المتين في ميلاده الثاني والثمانين،
مفارقة فنية تحدث فقط عندما يحضر صوت فيروز الجميع يحلق في عالم الرومانسية وحب الأرض أي أن لا شيء يشبع حاجاتهم الفنية سوى صوتها المفعم بالحياة.
منظمو الحفل أيضاً قدموا مغرياتهم لفيروز فاختاروا (عنا الحلا كلو) كعنوان لحفلهم، ظناً منهم أنها قد تأتي من منزلها في جبل "الشوف" لترى في انتظارها نخبة من الموسيقيين والعازفين المنتشرين ضمن المكان الكبير والمجهز بمقومات النجاح،
وحده الإعلامي سومر حاتم وهو منظم الحفل من يعلم مدى صعوبة الحلم بلقائها، لذا أقام حفله مستعيناً بالمغنية "ليندا بيطار" التي نابت عن فيروز بصوتها الجميل لبضع ساعات.
ويعتمد مقهى (صباح ومساء) راعي الحفل على أغنيات فيروز في إرضاء الذوق الفني للزبائن، كما يجد رواده من فئة الشباب في الكلمات المرسومة على جدرانه سبيلاً للوصول إلى أحلامهم.