وأشار الكاتب إلى أنه أثناء تحرير البوكمال، كان ثمة جهد منسق روسي إيراني سوري، جرى التعبير عنه بالقصف المتكرّر للقاذفات الاستراتيجية الروسية لمواقع "داعش" في البوكمال وفي محيطها، للتغلّب على جهد أمريكي للتشويش على عمل الطائرات السورية والروسية، وعلى الاتصال بين الوحدات القتالية التي تتقدّم لتحرير المدينة.
ولفت الكاتب لماذا تمّ إعلامياً إبراز قيادة رئيس قوة القدس قاسم سليماني لهذه المعركة، وهو المعروف بمشاركته بمعظم المعارك الكبرى التي خاضها الجيش السوري وحلفاؤه، بدءاً من معارك ريف حلب الجنوبي في مطلع عام 2015، مروراً بمعارك تحرير حلب، وانتهاءً بمعارك البادية السورية وصولاً إلى مدينة دير الزور، في كلّ هذه المعارك أشير إعلامياً إلى وجود قاسم سليماني ولكن لم يتمّ الحديث إعلامياً عن سليماني على هذا النحو، وحتى في العراق حيث سليماني يشغل رسمياً منصب مستشار رئيس الوزراء العراقي وتواجد في الجبهات، لم يتمّ تسليط الضوء إعلامياً على دوره فيها.
ويرى الكاتب أنه لا شكّ أنّ هناك أهدافاً سياسية وراء تسليط الضوء على دور الجنرال قاسم سليماني في تحرير مدينة البوكمال، ويمكن الإشارة إلى الرسائل البارزة التي بعثها الكشف عن دوره القيادي في هذه المعركة.
أولاً، كان واضحاً أنّ معركة البوكمال هي معركة الخطوط الحمر بين سورية وحلفائها من جهة، وبين الولايات المتحدة والتحالف الذي تقوده في سورية من جهة أخرى، وكان في مصلحة سورية وروسيا وإيران إبراز هذا الدور للجنرال سليماني في رسالة حازمة وواضحة موجهة للولايات لمتحدة التي عرقلت أيّ حلّ سياسي في سورية والتي رفضت التعاون مع روسيا لاحتواء الوضع في بلاد الشام.
ثانياً، رسالة موجهة من الدول الثلاث رداً على مزاعم الولايات المتحدة بأنّ الاتفاق الروسي — الأمريكي يتضمّن محاصرة الوجود الإيراني في سورية، وأفضل تكذيب لتأويل واشنطن للاتفاق الإفصاح عن الدور الذي قام به الجنرال سليماني في البوكمال.
ثالثاً، توجيه رسالة حازمة توضح المدى الذي سيذهب إليه التحالف الذي دعم سورية في حربها على الإرهاب في المواجهات اللاحقة، ولا سيما المواجهة التي تستوجب إعادة المناطق التي تتواجد فيها القوات الأمريكية في الشرق السوري إلى كنف الدولة السورية.