وأضاف جبار، "ديالى كانت تضم ورشا ومحالا كبيرة لصناعة مختلف انواع الأثاث من سعف النخيل، سواء في حوض الوقف أو بهرز أو مناطق أخرى، لكن الأحوال تغيرت الآن وأصبحت أغلب تلك الصناعات من الماضي".
أما حسن الربيعي أحد صناع الأثاث، قال "لأكثر من ثلاث عقود عملت في صناعة أثاث سعف النخيل وبأشكال هندسية رائعة بحكم الخبرة، لكني تركتها وأنشأت ورشة للأخشاب المستوردة، تماشيا مع الرغبة في السوق، بحسب "السومرية نيوز".
وأضاف الربيعي، أن "صناعة الأثاث من سعف النخيل تعود الى حقب تاريخية قديمة، وهناك من يقول أن مملكة أشنونا التي ازدهرت في ديالى هي أول من ساهمت في ابتكار تلك الصناعة قبل أكثر من ألفي سنة قبل الميلاد".
وتابع الربيعي، أن "انخفاض معدلات الإقبال على أثاث سعف النخيل وبقية الصناعات الأخرى ساهم في اندثار تجارة عمرها آلاف السنين".
إلى ذلك قال أبو صبحي النجار، وهو أقدم صناع الأثاث من سعف النخيل وعمره تجاوز الـ70 سنة، إنه "يبكي عندما يرى أشجار النخيل وهي تحرق أو يجري تجريفها في أية منطقة في ديالى"، مبينا أن "النخيل شجرة مباركة وكل شيء فيها قابل لأن يتحول إلى صناعة معنية، حتى سعفها الذي كان مصدر رزقه لأكثر من 40 سنة بعدما ورث المهنة عن أبيه".
وأكد النجار، أن "أثاث سعف النخيل في العراق مهنة أهملت للأسف رغم أنها يمكن أن تتطور وتصبح ذات مردود اقتصادي داعم للسياحة لوجود كفاءات وخبرات قادرة على جعل أثاث سعف النخيل عبارة عن لوحات فنية مميزة".
يذكر أن "اشنونا"، هي أقدم مملكة برزت ضمن حدود ديالى قبل آلاف السنين وشهدت تطورا كبيرا في مختلف نواحي الحياة، كما تتميز المحافظة باحتوائها على مساحات شاسعة تصل إلى 50 ألف دونم من أشجار النخيل خاصة ضمن حوض الوقف وبهرز والخالص والمقدادية، وهي تنتج آلاف الأطنان من أجود أنواع التمور.