من سكة الحديد للتمثيل
ولد توفيق محمد أمين الدقن في قرية هورين بمركز بركة السبع، في محافظة المنوفية المصرية، في 5 مايو/آذار 1924، وعمل في البداية موظفا في هيئة سكة الحديد، ولكنه كان رغب في امتهان الفن،، وهو الحلم الذي رفضه والده الأزهري.
وكان أول ظهور فني لتوفيق الدقن، في فيلم "ظهور الإسلام"، من إنتاج 1951، ومن إخراج إبراهيم عز العرب، وحمادة عبد الوهاب، بعد أن تخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية.
المعادلة الصعبة
وبسبب نظراته الحادة، التصق بتوفيق الدقن طوال حياته، تجسيد الشرير الماكر، ولكن المتسم بالطرافة وخفة الدم، إلى جانب استيفان روستي، والذي كان يعتبر المنافس الأول له في ذلك "التميز".
وما ساهم في نجومية توفيق الدقن، هو "إفيهاته" الشهيرة في الأفلام السينمائية، وهو ما جعل الممثل الكوميدي المصري محمد نجم يقلده في إحدى المرات في مسرحية "البلدوزر" (1988)، تقديرا لمشواره، وتعبيرا عن إعجابه به، والتي كانت من أواخر أعماله.
رصيده الفني
وبلغ رصيد توفيق الدقن السينمائي، 233 فيلما، ومن أشهرها "اين حميدو"، و"مراتي مدير عام"، و"البحث عن فضيحة"، و"سر طاقية الإخفاء"، إلى جانب مسلسلات تليفزيونية، من أبرزها "أحلام الفتى الطائر"، و"القط الأسود"، و"غريب في المدينة".
الشرير "لطيب"
وعلى الرغم من براعته في أدوار الشر، إلا أن توفيق الدقن اتسم بالطيبة الشديدة في الحياة الواقعية، وكان يسدي نصائح دينية للعديد من زملائه، حسبما أكد نجله ماضي الدقن لبرنامج "ممنوع من العرض".
ماذا قال لابنه قبل وفاته
وفي 27 نوفمبر/تشرين الثاني، عام 1988، رحل توفيق الدقن، بعد صراع مع الفشل الكلوي والاكتئاب، وكانت آخر كلماته لابنه: "لم أترك لك شيء تخجل منه.. فهم سيسعون للبحث في تاريخي بعد وفاتي، ولكنهم لن يجدوا شيئا مخزيا"، وهو ما تحقق بالفعل مع مرور السنين والأيام.
حقيقة تسببه في وفاة والدته
أفادت العديد من التقارير أن توفيق الدقن تسبب في وفاة والدته، التي كان مرتبطا بها للغاية، وكانت دائما تحثه على تحقق حلمه، بالعمل في الفن عكس والده، وأن يصبح في قامة الممثل محمود المليجي.
وذكرت التقارير، أنه أثناء جلوس والدة توفيق الدقن بجواره في سيارته، صادفهما أحد الأشخاص في الشارع، ووصفه بـ "السكير الشرير"، وهو ما سبب صدمة بالغة لها، توفيت على إثرها، ولكن نجل الممثل الراحل نفى هذه الادعاءات، وأكد بأنها لم تمت وهي غاضبة من ابنها.
وفي إحدى السهرات، وبعد عرض الفيلم، توجه الدقن للعقاد، الذي كان جالسا على أحد الطاولات، وسأله غاضبا عن سبب استبعاده من الفيلم، فأجابه العقاد بأن الفيلم ديني، وأن كل أدواره الفنية تنحصر في السكير والبلطجي واللعوب واللص.
فأجاب توفيق الدقن على مصطفى العقاد، بأنه كان من الممكن أن يرشحه لدور واحد من الكفار في الفيلم، "إذا كان خائفا من سمعة الإسلام منه"، بحسب قوله له.