بدأ رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، اليوم الاثنين 27 نوفمبر الجاري، مشاورات سياسية مكثفة في قصر بعبدا مع كافة الأطراف السياسية اللبنانية، للبحث في استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري والعمل على بدء مرحلة جديدة من الاستقرار اللبناني، انطلاقاً من تحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية وعدم تدخل الدول الإقليمية في الشؤون اللبنانية. وتأتي هذه الخطوة بمباركة أميركية ــ فرنسية ــ مصرية، للجهود اللبنانية التي ستتوج بعودة الحكومة إلى الحياة.
في أي سياق تأتي هذه المشاورات ما الهدف الأساسي منها؟
هل يمكن أن تفضي الى اعادة تفعيل الحكومة وبالتالي انهاء الازمة السياسية في البلاد؟
صيغة النأي بالنفس ليست جديدة وقد أقرت سابقا في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، ولم يلتزم بها عمليا أي أحد من الاطراف السياسية الرئيسية في لبنان ، واليوم هناك عودة لهذه المعادلة، بل شرط من شروط الرئيس الحريري للعودة عن الاستقالة، هل يمكن لهذا الشعار ان يطبق عمليا على ارض الواقع ،وكيف؟
للتعليق على هذا الموضوع ينضم إلينا من بيروت كل من الكاتب والمحلل السياسي جورج علم ، والكاتب والمحلل السياسي نبيه برجي.
يقول الكاتب والمحلل السياسي اللبناني جورج علم في حديث لإذاعتنا بهذا الصدد، الهدف من هذه المشاورات ،تحصين الوحدة الوطنية ومن ثم إيجاد مناخ سياسي في البلد يؤمن للرئيس سعد الحريري العودة عن الإستقالة لكي تستأنف الحكومة نشاطها، ويعاود مجلس الوزراء اجتماعاته، خصوصا وأن المهلة الفاصلة عن موعد إجراء الإنتخابات النيابية في مايو/أيار المقبل لم تعد تسمح بتدبيل حكومي لإن ذلك سوف يدخل البلاد ربما في مراوحة سياسية يرفضها العهد. لذلك الهدف الرئيسي هو صون الوحدة الوطنية الداخلية، ومن ثم التفاهم على بيان قد يصدر عن مجلس الوزراء أو رئاسة الجمهورية حول استئناف الحكومة عملها وتخطي أزمة الإستقالة التي بدأت في الرابع من هذا الشهر في الرياض.
بدوره يقول الكاتب والمحلل السياسي اللبناني نبيه البرجي في حديث لإذاعتنا بشأن طرح صيغة النأي بالنفس، مصطلح النأي بالنفس هو مصطلح ملتبس في ظروف معقدة وغامضة ومتشابكة في المنطقة، وعملية النأي بالنفس لا تكون من طرف واحد. مثلا، مصر ابتعدت كليا عن الأزمة في ليبيا، وكأن ليبيا في كوكب آخر، ومع ذلك رأينا تداعيات وفوضى الأزمة الليبية على الأرض المصرية. فمفهوم النأي بالنفس هو مفهوم مزدوج على طرفي الحدود، وليس من جانب واحد، ولا يتناول بعدا معينا، أو بعدا عسكريا فقط، حيث أننا رأينا أن هناك قوى في لبنان تشن حملات إعلامية منذ مارس/أذار 2011 ضد الرئيس السوري بشار الأسد وضد القوات السورية، أليس هذا تدخلا في الشؤون الداخلية لسوريا؟ فمسألة النأي بالنفس هي مسألة ذات أبعاد متعددة ،وخاصة في هذه الظروف، وهي مسالة ملتبسة وغير قابلة للتطبيق في الواقع.
إعداد وتقديم: عماد الطفيلي
