وأوضح الخبير الاستراتيجي، أن روسيا لا تريد أن "تفتح جبهة أخرى للصدام بينها وبين أمريكا في أفريقيا…فبعد خروج الاتحاد السوفييتي من مصر في سبعينيات القرن الماضي، زاد النفوذ الأمريكي والإسرائيلي في قارة أفريقيا؛ فبالتالي التواجد الروسي في أية دولة أفريقية سيثير الأزمات مع الغربيين، وأمريكا بالذات"، لافتاً إلى "عدم الرضى" الغربي من التدخل الروسي لمكافحة الإرهاب في سوريا.
ورأى اللواء بلال أن بناء قاعدة عسكرية محتملة في السودان، "لن يؤثر سلبياً على جمهورية مصر العربية، نظراً للعلاقات التاريخية المتميزة بين البلدين؛ لكنه سيؤثر بشكل ملحوظ على إسرائيل، التي توسع نفوذها في القارة السوداء، وقد يثير امتعاض السعودية المتحالفة مع الولايات المتحدة، لكنها قد لا تظهر ذلك علناً".
وحول السبب في اتخاذ البشير خطوة باتجاه تعزيز العلاقات العسكرية مع روسيا الاتحادية، أكد اللواء بلال أن اختيار البشير هذا التوقيت، يعود لاستمرار العقوبات الأمريكية على بلاده، واعتبار الغرب النظام السوداني مساعداً على الإرهاب.
واستطرد قائلاً "فهو — البشير — يريد أن يحتمي بدولة عظمى أخرى، ما قد يقوي موقفه العالمي".
وكان الرئيس السوداني عمر البشير قد كشف، في تصريح لوكالة "سبوتنيك" السبت الماضي، أنه ناقش مسألة إقامة قاعدة عسكرية على البحر الأحمر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووزير الدفاع سيرغي شويغو، وشدد على أن بلاده لديها برنامج لإعادة تحديث القوات المسلحة بالكامل.
وأجرى الجيش السوداني أكبر مناورات عسكرية في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، لكافة أنواع الأسلحة الأرضية والجوية، أطلق عليها "تمرين تحدي الفرسان"، في مناطق "المعاقيل" شمال ولاية الخرطوم.
وأعلن الرئيس السوداني، وقتها، أن بلاده تمتلك مصنعا حربيا قادر على تصنيع وتجميع كافة الأسلحة والذخائر، وهي بصدد "بناء أقوى الجيوش في المنطقة"، محذراً من أن الجيش السوداني جاهز للرد على أية محاولة للاعتداء على البلاد.