ووفقًا للمقال، فإن هزيمة تنظيم "داعش" في العراق وسوريا ليست إلا هزيمة تكتيكية للتنظيم الذي يعمل حاليا على إعادة تنظيم وحداته لتصعيد نشاطه في كل من أفريقيا وجنوب شرق آسيا، إذ إنه يتطلع نحو الشرق الأقصى، ومعركة ماراوي في جنوب الفلبين ربما تكون تجربة مصغرة لما سيأتي.
ويتطلع التنظيم إلى أن يحقق في الفلبين ما فشل في تحقيقه في العراق، فالفلبين لها تاريخ طويل من العمل العسكري للمجموعات الإسلامية يعود إلى السبعينيات عندما بدأت الجبهة الوطنية لتحرير مورو تحارب الدولة المركزية من أجل حكم ذاتي أوسع لإقليم مورو، فضلا عن جماعة أبو سياف وعلاقتها بـتنظيم القاعدة في التسعينيات وبمجموعات إسلامية أخرى على نطاق جنوب شرق آسيا بما في ذلك الجماعة الإسلامية الناشطة في العديد من دول جنوب شرق آسيا.
ويعتبر تنظيم "داعش" آخر القادمين من الجماعات الإسلامية إلى الفلبين، إذ لم يكن يرغب في هذه المنطقة قبل 2016 عندما كان في الشرق الأوسط، وحتى عندما أعلنت أكثر من 6 تنظيمات بالفلبين ولاءها له لم يرد على ذلك، ولم يصرح بأن لديه ولاية بالفلبين، وحتى الفيديو الذي نشره في يونيو/ حزيران الماضي، لم يتضمن إعلانا عن إقامة ولاية في الفلبين، لكنه زودهم بمليوني دولار، وفقا للمقال.
ورغم الاهتمام الضعيف من التنظيم الأم بالمقاتلين في الفلبين مقارنة بالاهتمام بولاياته الأخرى بما في ذلك ليبيا وسيناء وأفغانستان استطاع المقاتلون في الفلبين القريبين من تنظيم "داعش" الاستيلاء بشكل لافت للانتباه على مدينة ماراوي أكبر مدن إقليم منداناو الذي يتمتع بحكم ذاتي بجنوب البلاد، والاحتفاظ بالسيطرة عليها لمدة ثلاثة أشهر رغم الدعم العسكري الأمريكي.
وتناسب الفلبين القالب الذي يسعى تنظيم داعش للتحريض عليه وتثبيته على الصراعات العرقية ذات البعد الطائفي، مع وجود المسلمين بالجنوب ينافسون المسيحيين الكاثوليك الذين يشكلون أغلبية سكان الشمال، وفقا للمقال الذي يشير إلى أنه من المرجح أن يصبح تنظيم داعش عقب تدمير معاقله القوية في الشرق الأوسط أكثر تفتتًا ليولي مزيدا من الاهتمام لمناطقه الجديدة من جنوب شرق آسيا إلى أفريقيا جنوب الصحراء.
ويرجح المقال أن يحاول "داعش" العودة لاستراتيجيته بتفويض ولاياته رسميا للعمل المستقل سعيا إلى منح علامته "التجديد"، اعتمادًا على العائدين من العراق وسوريا، زمن المرجح أن تظل الفلبين هدفا جاهزا نظرا إلى العدد الكبير من مسلميها، والوجود السابق للحركات الإسلامية "المتطرفة" وخبرتها في العمل القتالي، والنظم المالية الرسمية وغير الرسمية المتساهلة، وضعف المؤسسات المحلية.