بلغ عدد المهاجرين غير الشرعيين لسنة 2015 حوالي مليوني مهاجر إلى الاتحاد الأوروبي قادمين من شمال أفريقيا وخاصة من سوريا هروبا من الحرب وتداعياتها، من وطن لم يبق منه إلا اسمه، وطن أصبحت تحكمه مافيات مدفوع لها بالمليارات من قبل أناس ليس لهم أي علاقة بالإنسانية وبالتالي أصبح المنفذ الوحيد هو الهجرة إلى مكان يمكن أن تتوفر فيه أبسط ظروف العيش ألا وهي الأمان وبعضهم الآخر تدفعهم الرغبة في الحصول على حياة افضل وعمل يضمن لهم العيش بكرامة.
أما الذين حالفهم الحظ ووصلوا إلى الأماكن المقصودة فبوصولهم لم تنته المعاناة ولكن تبدأ معاناة جديدة ألا وهي الرفض من العديد من الدول الأوروبية مثل إسبانيا وغيرها من الدول الأخرى ليجدوا أنفسهم في ملاجئ محاطين بأسلاك شائكة تمنعهم من العبور وهذا أشبه بالسجن فلا يمكنك التحرك بحرية وكل تحركاتك أصبحت مقيدة. ليجد المهاجر نفسه انه هرب من الحرب ليجد نفسه داخل سجن.
أما بالنسبة للفريق الثالث الذين تمكنوا من العبور واستطاعوا النفوذ إلى داخل أحد البلدان مثل ألمانيا فهذا ليس بنهاية المشكل فهنا تبدأ معاناة أخرى ألا وهي كيفية الاندماج في مجتمع ينظر إليهم على أنهم متسولون يمثلون خطرا على ثقافتهم وتقاليدهم ومن ثم على اقتصادهم فيصبح المهاجر هنا منبوذ ممنوع الاقتراب منه أو التعامل معه فيبدأ معنى الاغتراب الحقيقي. فالمهاجر قد هرب من وطن أصبح فيه غريب ليهاجر إلى وطن هو أصلا فيه غريب
من هنا نستخلص أن المعاناة مستمرة والحل يكاد يكون معدوم رغم تصريح بعض الدول أنها تنظر في حال اللاجئين وتحاول إيجاد حل لهم ولكن يبقى السوؤال مطروح. ما مآل المهاجرين السوريين لا سيما وأن الحرب قد شارفت على الانتهاء في سوريا؟
وبالنسبة للمهاجرين الأفارقة كيف سيتم التعامل معهم في ظل الظروف الاقتصادية التي يشهدها الاتحاد الأوروبي؟
(جميع المواضيع في قسم المدونات تعبر عن رأي كاتبها)