وأشار السفير نوردمان إلى كل من كوريا الشمالية، إضافة إلى أن الممكلة العربية السعودية وإيران يمكن أن تتحولا إلى أطراف رئيسية فاعلة في حرب.
ما الذي ستفعله كوريا الشمالية؟
اعتبر المتخصص بالمسائل النووية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، مارك فيتزباتريك أن في الآونة الأخيرة، يحدث أن احتمال اندلاع حرب بسبب كوريا الشمالية تصل نسبته إلى 50 بالمائة خلال العام المقبل 2018.
ولفت المتخصص إلى أن احتمال عودة كوريا الشمالية عن تجاربها النووية وعن تطوير برنامجها الصاروخي تحت الضغطين الأمريكي والصيني ضئيل للغاية.
والجميع يذكر سفير كوريا الشمالية في الأمم المتحدة عندما هدد بأن بلاده تفكر في إجراء تجربة نووية في الغلاف الجوي فوق المحيط الهادئ، وفي هذه الحالة — بحسب الصحيفة السويسرية — هل نتوقع من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يقف مكتوف الأيدي دون أي تصرف مع العلم أن الجميع يتذكر كلامه عندما هدد "بالنار والغضب". الأمر الذي قد يدفعه إلى تدمير منصات إطلاق الصواريخ الكورية ومراكز إنتاج السلاح النووي الكوري.
وعلى المقلب الآخر لهذه القضية، قد يفكر الكثيرون بأن حكومة زعيم كوريا الشمالية قد لا تتخذ ردة فعل إزاء التصرف الأمريكي ضدها وتنتقم من الولايات المتحدة إضافة إلى كل من كوريا الجنوبية واليابان في الوقت ذاته. إلا أن أي من هذه الاحتمالات لا يعتبر هذا الأمر من بين الأمور الأقل تقديرا في الحدوث.
ويقبل المتخصص فيتزباتريك بأن هذه التبادلات الافتراضية قد تخرج من إطار الحرب النفسية، كما أن الرسالة يمكن أن تكون موجهة إلى الصين أيضا كي لا تفكر الأخيرة في تخفيف الضغط الممارس على جارتها كوريا الشمالية وكي تلتزم أكثر بعقوبات الأمم المتحدة الصارمة والمفروضة عليها.
وبطبيعة الحال، فإن كوريا الشمالية لا تقدم حتى الآن أي إشارة على أنها تنوي القيام بتجربة نووية، لأن الموسم غير ملائم حاليا.
ولكن في الربيع المقبل سوف نعلم فيما لو كانت الشمالية سوف تتراجع عن استفزازاتها، وإن لم يكن الأمر كذلك، فما هو الرد المناسب من المجتمع الدولي على هذه الإجراءات؟ أي كيفية الرد دون المخاطرة في إعادة إشعال الحرب الكورية!
الندية بين طهران والرياض
واعتبر فيتزباتريك أنه ومع ذلك، فإن اللعبة غير متساوية، فالرياض قلقة من التقدم الإيراني خصوصا بعد الانهيار المريع لتنظيم "داعش" الإرهابي.
وها هو النفوذ الإيراني يصل إلى مناطق الأكراد في كل من العراق وسوريا وتركيا. واستولت القوات العراقية المتحالفة مع الحرس الثوري الإيراني على مدينتي كركوك وأربيل بينما أسقط الأمريكيون حلفائهم الأكراد السابقين في معركة "داعش".
كما أن إعادة اصطفاف وتشكل القوى في منطقة الشرق الأوسط يشكل مصدر قلق للمملكة السعودية وللإمارات العربية المتحدة، إضافة إلى الهجوم الصاروخي على العاصمة الرياض والذي تم نسبه إلى من يطلقون عليهم اسم "حلفاء إيران في اليمن" حيث الحرب المتعثرة هناك دون تحقيق التحالف العربي لأي من أهداف تلك الحرب.
وهناك مناورات ولي العهد محمد بن سلمان الطامح إلى تعزيز سلطته وتحديث المملكة، والتوترات المحيطة بلبنان وخصوصا مع مشكلة استقالة الحريري الأخيرة وجميعها شكلت مخاوف من اندلاع مواجهة جديدة.
إلى أن تشكلت جبهة مناوئة للتدخل السعودي في لبنان من قبل الموالين للرئيس الحريري وجاء التدخل الدبلوماسي الفرنسي والصيني ليخمد نار الحريق الذي كاد أن يندلع، ومع ذلك فإن التنافس والندية بين إيران والسعودية لا تزال مستمرة وفي تصاعد.