أم عادل…يقف عدد كبير من الرجال والنساء، كل في انتظار دوره لشراء علبة حلاوة المولد…هنا تجد نظاما غير موجود لدى بائعين آخرين، كل شخص يعرف دوره، ولا أحد يطلب علبته قبل أن يشتري من وقف هنا قبله. "النظام نظام، احنا متعودين على كدة هنا"، يقولها الحاج علي، مبتسما.
يوضح الحاج علي، لـ"سبوتنيك"، أن أم عادل تفترش هذا المكان في مدينة شبرا الخيمة؛ بمحافظة القليوبية، كل عام في نفس الموعد، ويكون الإقبال عليها كبيرا، نظرا لجودة منتجات الحلوى التي تقدمها، حيث تشتري من تجار "عندهم ضمير"، وأسعارها دائما في متناول يد الجميع.
ويضيف "كل عام ننتظر قدوم أم عادل لنشتري منها حلاوة المولد، ورغم أن الأسعر هذا العام مرتفعة جدا عن العام الماضي، إلا أن الأسعار هنا هي الأفضل لأنها أقل من أسعار التجار الأخرين، كما أن جودتها لم تقل، على العكس، فقد ظلت محتفظة بجودتها التي اشتهرت بها، والتي كانت السبب في شهرتها بين أبناء شبرا".
وتتنوع مكونات حلوى المولد، داخل العلبة الواحدة، بين السمسمية والفولية وجوز الهند والبسيمة والملبن والفستقية والسودانية والجيلي المركز، ولجوز الهند والمكسرات شأن خاص، حيث يتم صناعة عدد كبير من الأنواع بهم، من مختلف الأشكال والأنواع، كما أنهم ضيوف على أنواع أخرى، حتى أن "اللب" تم إدخاله هذا العام كنوع من أنواع الحلوى، حسب المعلم سعيد.
المعلم سعيد هو صاحب صوان كبير يبيع حلاوة المولد في مصر القديمة، يقول "نتاجر في الحلويات بمختلف أنواعها طوال العام، ولكن حلاوة المولد كل سنة تكون لها طابع خاص؛ فنفرش لها صوانا كبيرا خاصا بها، لا علاقة له بمحالنا الرئيسية، لكي يتسع الصوان لأكبر عدد ممكن من الزبائن".
دائما ما ينتهي مولد النبي، ويكون التجار ما زالوا لديهم الكثير من البضائع والحلوى التي لم يتم بيعها بالكامل، هنا يعلق المعلم سعيد بقوله "لا نرجع بها في الغالب، فالصوانات تستمر لفترة طويلة لأن الزبائن تشتري الحلوى حتى بعد انتهاء موعد المولد النبوي، حتى وإن اشتروها قطعا وليس داخل علبة كما يحدث دائما".
ويوضح التاجر الخمسيني، أن مولد النبي جاء هذا العام في نهةية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني ، وهو توقيت صعب، بالنسبة لكثير من الموظفين الذين يتقاضون رواتبهم في مطلع الشهر الجديد، لذلك فحتى بعد انتهاء ذكرى المولد، سيظل الموسم مستمرا لأسبوع كامل، حيث يشتري الحلوى هذه الأيام من فاتهم شرائها في نهاية الشهر الماضي.
ربما جاء المولد النبوي هذا العام في ظروف مرتبكة اقتصاديا، ولكن المصريون لم يفوتوا الفرصة، فاحتفلوا به على طريقتهم المعتادة، ورغم زيادة الأسعار إلا أن طبق حلاوة المولد لم يختف من البيوت المصرية، حتى وان اضطرت بعض هذه الأسر إلى شراء كميات صغيرة.