وتابع "الأمر الآخر هو تحريك القبائل المحيطة بالعاصمة وخاصة قبيلة "حاشد" التي يبلغ عدد أفرادها حسب التقديرات 3 ملايين نسمة، وتحتفظ بجيش من المقاتلين لا يقل عن 300 ألف مسلح، كما أن صالح اعتقد أن انقلابه على عبد الملك الحوثي وخطابه التصعيدي سوف يدفع أنصاره في بقية المحافظات للثورة على "أنصار الله"، وهذا لم يحدث مطلقا، مما جعله يدفع الثمن وحيدا نتيجة سوء تقدير للحسابات وموازين القوى الداخلية وضعف تنظيم مقاتليه والنقص الكبير في السلاح والعتاد".
وأشار السبع إلى أن الرئيس السابق علي عبد الله صالح وعدد من أفراد عائلته ومعاونيه خاضوا معركتهم الطويلة والأخيرة فجر نهار الإثنين، "وبعد أن أدرك الرئيس السابق خسارته للمعركة أمام "أنصار الله"، خاصة بعد سقوط كل مواقعه بفترة قياسية وأصبح محاصرا داخل قصر الثنية في صنعاء، أخذ قراره بمغادرة المكان الساعة الثامنة صباحا عبر أحد السراديب السرية داخل القصر، التي تصل إلى الأنفاق المبنية والمجهزة أسفل القصر حيث استخدم سيارتين لم يسبق له أن استخدمهم سابقا، في محاولة للتمويه على أن يلحقه باقي أفراد حمايته عبر موكبه المعروف، وفعلا خرج صالح من النفق السري وأخذ طريق حي الحثيلي وحي دار سلم والتي لم تكن تخضع لسيطرة جماعة "أنصار الله" إلا أن عناصر "أنصار الله" التي كانت منتشرة في كل أنحاء العاصمة صنعاء ، بدأت بملاحقة السيارتين دون إدراكها أن الرئيس علي عبد الله صالح في داخلها، بنفس الوقت كانت طائرات التحالف تقصف بشكل مكثف النقاط الأمنية العسكرية التابعة لجماعة "أنصار الله" المتواجدة في الطريق التي سلكها موكب علي عبد الله صالح في محاولة لتأمين وصوله إلى محافظة مأرب على أن يغادر من هناك إلى إحدى الدول".
وأوضح السبع أنه خلال تلك الملاحقة والاشتباك المتبادل بين السيارتين التي يتواجد فيهما صالح والقوة الأمنية التابعة له، قتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح، مما أدى إلى توقف الموكب بعد الكثافة النارية التي تعرض لها، "وما أن تقدم أفراد القوة الأمنية من السيارات حتى فوجئوا بالشخص الذي حكمهم ثلاثة وثلاثين عاما مقتولا وقد غطت وجهه الدماء".
واستطرد "صحيح أن المعركة كانت كبيرة جدا، وصنعاء لم تعد تحتمل قوتين برأسين، إلا أن "أنصار الله" التي أخذت قرارا بإنهاء حالة علي عبد الله صالح، لم تكن ترغب بتصفية الرئيس السابق علي عبد الله صالح، حيث كان رهان السيد عبد الملك الحوثي الوصول إلى تفاهم مع صالح تحت الحصار يسمح له بالانتقال إلى قريته في سنحان فيما يشبه الإقامة الجبرية، ولكن طبيعة المعركة فرضت نتائجها على الطرفين".