دخل أعضاء الفرقة الممثلة للدورة العسكرية الأشهر الماضية في تاريخ القوات السورية، مرتديين الزي الميداني الأنيق والأحذية الملمعة على خشبة المسرح، وضعوا كافة وسائل التأثير في خدمة القضية، المدفئة والمتة، كذلك محتويات الحائط من كتابات وأمنيات جميعها تفاصيل مكانية سعت لنقل الحاضرين إلى الأستديو الحقيقي الموجود داخل إحدى المقرات العسكرية.
ولبى الدعوة مئات الجماهير من الذين فهموا مسبقاً، غايات العسكريين وقدروا ظروفهم لذا ابتعدوا عن المطالبة بمادة فنية رفيعة، فنجاح الأستديو الصغير اعتمد بشكل كبير على الأغنيات التي تحاكي في كلماتها يوميات الجندي السوري ومعاناته مع المجتمع الذي لا يرى المقاتل سوى بالميدان، ولم يكن ضمن سلم المطالب العلنية للشبان التسريح من الخدمة الطويلة، وكان متوقعاً أن تستحوذ اهتماماتهم عوامل أخرى مثل تدني الرواتب، فالهدف الصريح من إنشاء أستديو عسكري حسب قولهم، هو تعريف المجتمع الخارجي أن الجندي يمتلك مشاعر وقدرات متنوعة في كافة المجالات ويحق له التعبير عما يجول بداخلة بالطريقة التي يشاء.
ولم يصمد طويلا العسكريين، الذين تعاملوا مع عدسات الكاميرات وواجهوا كثافة أسئلة الصحفيين وكأنهم مشاهير، الكاريزما الفنية وحدها من غابت من وجوههم، التي من المتوقع أن تعود لوضعها الطبيعي عند إصدار قرار التسريح وإغلاق الأستديو.