وأشار إلى تفسير آخر لموضوع ومغزى الرسالة يختلف عما عمدت إليه وسائل الإعلام الغربية ووسائل العربية التي تدعم السياسة الأمريكية في المنطقة.
وأوضح الكاتب أنه لم يكن في نية الولايات المتحدة الكشف عن وجود هذه الرسالة، ومن بادر إلى كشفها هو إيران وليس الولايات المتحدة، وهذا يعني أنّ واشنطن لو كانت في وضع أفضل وأنّ هدف الرسالة تحذير صارم لإيران وليس التودّد لها لكانت واشنطن هي التي بادرت إلى الكشف عن وجود هذه الرسالة وليس إيران. أما كشف الولايات المتحدة عن وجود الرسالة بعد الكشف عنها من قبل إيران جاء لمحاصرة الأضرار الناجمة عن عملية الكشف هذه، وقطع الطريق على أيّ تأويلات قد تؤثر على معنويات حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة.
ورأى الكاتب أنّ عدم قبول الجنرال قاسم سليماني تسلّم الرسالة يؤكد على موقف إيران الصلب في مواجهة الولايات المتحدة في سورية، وقد أكد مدير "سي آي أي" عدم قبول سليماني تسلم الرسالة، وهذا الاعتراف لا يصبّ في مصلحة الاستنتاج الذي روّجت له وسائل الإعلام الغربية ووسائل الإعلام العربية الموالية للغرب.اويضيف الكاتب أن "الرسالة الأمريكية ورفض سليماني تسلّمها يؤكد أنّ إيران هي في موقع القوة في سوريا والولايات المتحدة في موقع الضعيف، على عكس ما يروّج له الإعلام. هذه حقيقة يمكن التعرّف إليها من الواقع الميداني الذي يحيط بالقوات الأمريكية في سورية".
ولفت إلى أن "إيران تحظى بشرعية وجودها في سورية على عكس القوات الأمريكية، وشرعية وجود القوات الإيرانية يعني أنها تحظى بدعم الجيش السوري الذي يسيطر على 90 بالمئة من سورية، كما أنّ القوات الإيرانية هي حليفة للقوات الروسية الموجودة في سوريا، وعلى حدود سوريا الشرقية في العراق تنتشر وحدات عسكرية من "الحشد الشعبي" حليف إيران، وعلاقات تركيا مع الولايات المتحدة تعاني من تأزّم بسبب الأكراد وقضايا أخرى، وتجعل تركيا مهيّأة لعلاقة مع إيران لا تصل إلى حدّ تعاون أنقرة مع واشنطن ضدّ طهران. كلّ هذه الاعتبارات تجعل إيران في وضع عسكري في سوريا أفضل من وضع الولايات المتحدة التي تحتاج لتأمين قواتها لشيء من الهدوء إزاء إيران، وهذا هو الهدف من وراء إرسال مدير "سي آي أي" لرسالته إلى قاسم سليماني".