في تحدٍ سافرٍ للشرعية الدولية أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن مدينة القدس عاصمةٌ لإسرائيل، وأصدر قرارًا بنقل السفارة الأمريكية إلى المدينة المقدسة، رغم تحذيرات شديدة من شتى أنحاء العالم من أن هذه الخطوة ستزيد الاضطرابات في الشرق الأوسط.
وقال ترامب في خطابه إن "هذا القرار جاء في الوقت المناسب للاعتراف رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل…في حين أن الرؤساء السابقين جعلوا هذا وعدًا انتخابيًا كبيرًا فشلوا في الوفاء به. وها أنا اليوم أفي به".
وبينما تلقّفَ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إعلان ترامب ووصفه بأنه "حدث تاريخي" وحث الدول الأخرى إلى نقل سفاراتها إلى المدينة، اندلعت احتجاجاتٌ في مناطق عديدة من الأردن ولبنان وتركيا وفلسطين وليبيا، ردا على قرار ترامب، ودعت حركة حماس إلى انتفاضة شعبية غدا الجمعة، كما أُطفئت أنوار المسجد الأقصى في القدس وشجرة الميلاد في بيت لحم.
دوليًا.. أثار قرار ترامب بنقل سفارته إلى القدس اعتراضات واسعة، حيث سارعت دولٌ عدة إلى إعلان رفضها للقرار وكانت فرنسا أولى تلك الدول وتلتها دول أخرى مثل بريطانيا، وكندا، وتركيا.
وقال يا سر أبو سيدو، القيادي في حركة فتح، إن ترامب يتصور أنه يفرض حقائق جديدة وأن الجميع عليه أن يستسلم للواقع الجديد، ولكن نحن كشعب فلسطيني لن نتراجع عن وطننا.
حازم أبو شنب، السفير الفلسطيني، إن ما فعله ترامب هو اختراق للقانون الدولي، ولهذا مسببات منها أنه يتصور أن لا أحد سيقف أمامه ويجري عليه أي محاسبة، مشيرا أن ترامب لديه إشكاليات ضخمة في إدارته ومع مؤسسات أمريكية مختلفة".
وقال نضال السبع، الكاتب والمحلل السياسي، "هناك خيارات عديدة امام الفلسطينيين، لكن مثلا اتفاقية أوسلو جاءت باعتراف متبادل بين إسرائيل وفلسطين، لكن اسرائيل لم تعترف بحقوق الشعب الفلسطيني، ويستطيع الفلسطينيين الآن بمراجعة هذا الاعتراف والتراجع عنه".
وأشار أستاذ العلاقات الدولية، د. سمير صالحة، إلى "أن هذا القرار مقصود ومتعمد من جانب الإدارة الأمريكية، في الوقت الذي تتراجع فيه سياسات ترامب، ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط بل في مناطق أخرى من العالم".
وقال رئيس الكتلة العربية في الكنسيت، د. جمال زحالقة، "انتهى تماما الآن الرهان على الولايات المتحدة، لأن أمريكا حسمت موقفها أنها مع إسرائيل بشكل مفضوح، وعلى القيادة الفلسطينية والقيادات العربية أن تتجه إلى تحالفات أخرى في العالم".