بعد يوم واحد من قرار ترامب الدراماتيكي، يبدو أن الكثير من السياسة الأمريكية بشأن المدينة المقدسة المتنازع عليها لم تتغير إلى حد كبير، ولذلك، يمكنك نسيان رؤية القدس المشار إليها باسم إسرائيل في أي جواز سفر أمريكي في أي وقت قريب، بحسب تقرير الصحيفة، التي تقول إنه ربما أجّج إعلان ترامب غضب العالم، وأثار مظاهرات فلسطينية عنيفة، وولّد مخاوف من احتجاجات جامحة في أماكن أخرى، لكن الشيء الوحيد الذي لم يتحقق أنه لم يحسم موقفا حول حدود السيادة الإسرائيلية في القدس أو تسوية الحدود المتنازع عليها.
وأكد مسؤول حكومي لـ"هآرتس" أنه "لم تحدث أي تغييرات بشأن محل الميلاد في التقارير القنصلية ولا في جوازات السفر الأمريكية"، كما قال مسؤول في البيت الأبيض للصحيفة أنه "حتى الآن لم تحدث أي تغييرات، وسوف نخبركم بأي إرشادات جديدة عندما يكون الوقت مناسبًا".
السفارة الأمريكية
وجه ترامب وزارة الخارجية الأمريكية لإجراء عملية نقل السفارة إلى القدس من تل أبيب، لكن ذلك لن يحدث بين عشية وضحاها. وقال المسؤولون الأمريكيون إن المبنى سيبقى فى تل أبيب فى المستقبل المنظور، مضيفا أنه من غير المحتمل أن تُفتح أي سفارة فى القدس قبل نهاية فترة ترامب الأولى.
وعلى الرغم من أن ترامب وجّه بالبدء فورا في التنفيذ، يقول المسؤولون إن الأمر سيستغرق ما لا يقل عن ثلاث إلى أربع سنوات لتصميم وبناء منشأة جديدة ثم نقل السفارة فعليًا.
جوازات السفر
ويضيف التقرير: كانت جماعات مؤيدة لإسرائيل تأمل فى أن يغير قرار ترامب سياسة أمريكية طويلة الأمد تحظر على المواطنين الأمريكيين المولودين فى القدس تسجيل "إسرائيل" كمكان ميلادهم. وقالت وزارة الخارجية، الخميس، إنها لن تعيد النظر في القرار الذي أيدته المحكمة العليا في عام 2015، وهو ما ينطبق على حوالي 50 ألف مواطن أمريكي ولدوا في القدس.
وتنص السياسة المتبعة حاليًا على أن المواطنين الأمريكيين المولودين في القدس ليس لديهم إلا المدينة كمسقط رأسهم في جوازات السفر، إلا إذا كانوا مولودين قبل إنشاء إسرائيل في عام 1948، ففي هذه الحالات يمكنهم إدراج "فلسطين" كمحل ميلاد لهم، وفقا للتقرير.
الخرائط القديمة
وتقول الصحيفة إنه حتى الخرائط لن يُعاد طبعها، بل تقول وزارة الخارجية الأمريكية إن المسؤولين يبحثون عن طريقة لتحديد القدس كعاصمة على الخرائط، مثل تغليظ الأحرف أو وضع خط تحتها أو الإشارة إليها بالنجوم على الخرائط.
وقالت الوزارة "إن الرئيس ماضٍ في تأكيد أن القدس كانت وستظل عاصمة لإسرائيل، وأن الولايات المتحدة لن تألو جهدًا في تشجيع الأطراف على قضايا الوضع النهائي لتحقيق اتفاق سلام شامل". وتقول الصحيفة إن الوضع النهائي الذي يتحدث عنه ترامب يدخل فيه الحدود ذات السيادة الإسرائيلية في القدس، وهو أمر لم يُحسم بعد، على حد قول هآرتس.
ووفقا للصحيفة، لم يتضح بعد ما إذا كانت وزارة الخارجية أو غيرها من الوكالات الفيدرالية ستغير سياستها التي تنص على "عدم تحديد القدس داخل إسرائيل" فى وثائق مثل وثائق السياسة العامة أو اعلانات السفر أو محاضر المناسبات الرسمية.
وكثيرا ما اتبعت الإدارات السابقة حيادًا مدروسًا بشأن المدينة على نحوٍ روتيني لتجنّب الوقوع في حرج إجراء تعديلات على الوثائق، وقال مسؤولون إنه تم مراجعة كل الوثائق منذ إعلان ترامب، وليس هناك أي سياسة جديدة بشأن تغيير وثائق الحكومة، وفقا للصحيفة.