بهذا الصدد نائب أمين سر حركة فتح الانتفاضة الفلسطينية بدمشق عدلي الخطيب أبو فاخر:
أهلنا في الشتات أمامهم مهام كبيرة، أولها التصدي لمشاريع التوطين والتهجير، لن ينسى الشعب الفلسطيني قضيته سيبقى يرفض أن يهجر من الدول المتاخمة للأراضي المحتلة إلى أوروبا وغيرها، ونحن نؤكد أنه حتى لو اضطر البعض للمغادرة أو السفر للعمل أو الدراسة فهو لن ينسى قضيته، فهو يتابع كل شيء بدقة، وهناك بوادر هبة شعبية في الأرض المحتلة احتجاجاً وغضباً وسخطاً على قرار الرئيس الأمريكي باعتبار القدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، وجميع أهل الشتات يرفضون ضرب وحدة الشعب الفلسطيني، في الشتات وهو يعتبر نفسه جزءا لا يتجزأ من أبناء الشعب الفلسطيني، وشعبنا في كل مكان يعتبر فلسطين أرض واحدة والشعب الفلسطيني شعب واحد مهما كانتا لأماكن التي يعيش فيها بحكم النكبة والهجرة والاضطهاد الجماعي الذي يتعرض له منذ عام 1948 ومنذ أن وقعت النكسة، وهذا الصراع يأخذ مراحل عديدة ومختلفة ، لكن القضية واحدة تؤكد على أننا شعب واحد تعرضت حقوقه للضياع وتعرض للتهجير.
وأضاف أبو فاخر:
المواجهات في الداخل حقيقة الأمر بعد أوسلوا مستمرة حتى اليوم، وصحيح مرينا بمرحلة الانتفاضة الأقصى عام 2000 لكن تلاها مرحلة تراجع نتيجة عدة عوامل منها ممارسات السلطة، التعاون الأمني، والملاحقات الأمنية والضغط على المقاومة والمقاومين، والتغيير في البيئة الاجتماعية والاقتصادية، لكن التاريخ يعلمنا والواقع يعلمنا أن الشعب الفلسطيني يبقى في الداخل يواجه هذا الاحتلال والاستيطان، الشعب الفلسطيني هو تواق للحظة إلى اللحظة التي يمسك فيها بزمام الأمور، ويقوم بدوره الوطني والكفاحي، وخاصة أنه شعب له تاريخ عريق في المقاومة عمرها 100 عام منذ وعد بلفور المشؤوم، والآن على ضوء قرار ترامب بدأت حالة من السخط العميق والغليان في الداخل والخارج، ليس فقط من قبل الفلسطينيين بل من قبل كل الأحرار في المنطقة والعالم، وهذا الحراك سينمو ويتطور ليصل إلى مستوى الهبة التي لابد من تأطيرها وتوجيهها ودعمها ومساندتها حتى تذهب إلى انتفاضة شعبية ولا تخرج عن الطريق الصحيح أو يوظفها أحد لصالحه أو في غير صالح القضية والشعب الفلسطيني، ونحن اليوم نملك دعم موحر المقاومة الذي أثبت جدراته وأثبت أن القضية الفلسطينية قضيته الأولى، ومن هنا لا يمكن أن نقول أننا وحدنا في مواجهة تصفية القضية الفلسطينية.
مدير مركز الدراسات والتوثيق الاستراتيجي ناصر حمّاد يقول:
الاعتراف الأمريكي بأن القدس عاصمة للدولة اليهودية هو نهاية مرحلة وإبتداء مرحلة سياسية جديدة، وهي معركة وطنية تخبو قبل إلغاء هذ القرار الجائر بكل مفاعيله، وهو قرار ينتهك حقوقنا، ونحن كفلسطينين أمام كارثة وطنية، حيث أن السياسات الخاطئة التي تؤدي إلى نتائج كارثية ضحيتها الشعوب والأوطان، وأن ترامب اتخذ قراره مع دول التطبيع العربي، وأن هذ الخطر الآن هو على القدس والمرحلة الثانية هي توطين اللاجئين الفلسطينيين في الدول التي يعيشون فيها، أن قراره مثل قرار وعد بلفور. نحن نقول لأخوتنا الفلسطينيين في المهجر والشتات يجب أن نوحد الجهود وخصوصاً، أن المظاهرات التي تعم فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي القدس وفي الشتات وفي فلسطين 48 هذا الغضب هو بداية مرحلة سياسية جديدة. نحن أمام هذه المعضلة التي نعيشها يجب أن نعرف الشعارات الأهم وأن نطالب بوضع استراتيجية وطنية فلسطينية تجمع الكل الفلسطيني وليس فقط في الداخل، بل في الداخل والمهجر والشتات لكي نقطع الطريق على تنفيذ "صفقة القرن" التي تديرها الولايات المتحدة.
وأضاف حمّاد:
يجب الدعوة إلى موقف رسمي وشعبي واسع يجمع الداخل والخارج ووضع استراتيجية وطنية، نحن نطالب الفصائل الفلسطينية كافة ومن هنا وعبر وكالتكم وإذعتكم الكريمة وفي كافة الأطر سواء في منظمة التحرير وخارج منظمة التحرير والفلسطينيين وبعض المنظمات الاجتماعية الوازنة إلى عقد اجتماع لبناء استراتيجية وطنية ومستقبلية لأن الكارثة جاهزة لحل القضية الفلسطينية بشكل كامل يمكننا أن نعقد اجتماعا لكافة الفصائل الفلسطينية في إحدى العواصم العربية لبناء هذه الاستراتيجية الوطنية لمناهضة هذا المشروع الذي يقام ضد القضية الفلسطينية، لأن ماهو قادم وهذا المشروع كارثة حقيقية على الشعب الفلسطيني، وهذا الاجتماع يمكن أن يعقد في عدد من الدول العربية والإسلامية ممكن أن يكون في إيران أو أن يكون في سورية أو في تونس أو الجزائر لبدء ترتيب الخطة الوطنية بشكل كامل والعمل بها فلسطينياً وعربياً.