لكن الذي نريد رصده أوإلقاء الضوء عليه اليوم هو حال أبناء الشعب الفلسطيني وقياداته في هذا البلد والبحث عن إجابات للعديد من التساؤلات أهمها:
كيف سيتعامل المواطن الفلسطيني في سورية مع ما جرى وخاصة أنه يسلبهم حق العودة والمواطنة وجميع الحقوق التاريخية التي تعترف بها الأمم المتحدة بنفسها أصلا ؟
الواقع العام للمواطن الفلسطيني في سورية في ظل هذه التطورات وماهو أهم ما يجب أن يقوم به كونه المعني صاحب الحق الأول بوطنه وأرضه ؟
ما الذي يمكن أن تقدمه القوى الفلسطينية في المهجر لدعم موقف أبناء الداخل الفلسطيني ؟
الموقف من دعوات زعماء الداخل للإنتفاضة والمواجهة حتى بالسلاح ؟
كيف قرأ فلسطينيو الحارج الخطة التي رسم ملامحها السيد حسن نصر الله للمواجهة ؟
ما الذي أن تقدمه هذه القوى على الساحات العربية المشتعلة وفي ظل هوان الموقف العربي الرسمي ؟
أسلوب وطريقة توحيد الجهود لصد هذا المشروع الذي يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية ؟
نائب أمين سر حركة فتح الإنتفاضة الفلسطينية بدمشق عدلي الخطيب أبو فاخر يقول:
الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج وفي دول متاخمة للأراضي فلسطين المحتلة في سورية له تاريخ عريق في في النضال وفي أن حمل على أكتافه هم الوطن عبر الثورة على مدى سنوات طويلة ، وهناك عدة مقابر للشهداء في سورية ولبنان لشهداء الثورة الفلسطينية والشعب الفلسطيني ، في سورية مازال قابض على الجمر ومتمسك بقضيته وبحقوقه وبكامل فلسطين وطننا له وبحقه الذي لاينازعه فيه أحد وخاصة حق العودة ، وبقي على هذا الموقف رغم ماتتعرض له المخيمات الفلسطينية على أيدي قوى التكفير والإرهاب التي عملت على تدمير المخيمات وإحتلال بعض المخيمات وعلى الأخص مخيم اليرموك الذي نعتبره عاصمة الشتات ، ورغم كل الظروف بقي الموطن الفلسطيني يدافع عن قضيته ويدافع عن سورية لأنه يعتبر سورية عاصمة المقاومة وإنتصار سورية هو إنتصار لفلسطين ، وشعبنا يخوض المعركة على جبهتين ، دفاعاً عن سورية في مواجهة الإرهاب ودفاعاً عن قضيته التي ضحى من أجلها وسيبقى على هذا النهج حتى يعيد كامل حقوقه.
وأردف أبو فاخر:
أهلنا في الشتات أمامهم مهام كبيرة ،أولها التصدي لمشاريع التوطين والتهجير ، لن ينسى الشعب الفلسطيني قضيته سيبقى يرفض أن يهجر من الدول المتاخمة للأراضي المحتلة إلى أوروبا وغيرها ، ونحن نؤكد أنه حتى لو أضطر البعض للمغادرة أو السفر للعمل أو الدراسة فهو لن ينسى قضيته ، فهو يتابع كل شيء بدقة ، وهناك بوادر هبة شعبية في الأرض المحتلة إحتجاجاً وغضباً وسخطاً على قرار الرئيس الأمريكي بإعتبار القدس عاصمة للإحتلال الأسرائيلي ، وجميع أهل الشتات يرفضون ضرب وحدة الشعب الفلسطيني ، الفلسطيني في الشتات وهو يعتبر نفسه جزءً لايتجزأ من أبناء الشعب الفلسطيني ، وشعبنا في كل مكان يعتبر فلسطين أرض واحدة والشعب الفلسطيني شعب واحد مهما كانتالأماكن التي يعيش فيها بحكم النكبة والهجرة والإضطهاد الجماعي الذي يتعرض له منذ عام 1948 ومنذ أن وقعت النكسة ، وهذا الصراع يأخذ مراحل عديدة ومختلفة ، لكن القضية واحدة تؤكد على أننا شعب واحد تعرضت حقوقه للضياع وتعرض للتهجير.
وأضاف أبو فاخر:
المواجهات في الداخل حقيقة الأمر بعد أوسلوا مستمرة حتى اليوم ،وصحيح مرينا بمرحلة الإنتفاضة الأقصى عام 2000 لكن تلاها مرحلة تراجع نتيجة عدة عوامل منها ممارسات السلطة ، التعاون الأمني ، والملاحقات الأمنية والضغط على المقاومة والمقاومين ، والتغيير في البيئة الإجتماعية والإقتصادية ، لكن التاريخ يعلمنا والواقع يعلمنا أن الشعب الفلسطيني يبقى في الداخل يواجه هذا الإحتلال والإستيطان ، الشعب الفلسطيني هو تواق للحظة إلى اللحظة التي يمسك فيها بزمام الأمور ، ويقوم بدوره الوطني والكفاحي ، وخاصة أنه شعب له تاريخ عريق في المقاومة عمرها 100 عام منذ وعد بلفور المشؤوم ، والآن على ضوء قرار ترامب بدأت حالة من السخط العميق والغليان في الداخل والخارج ، ليس فقط من قبل الفلسطينيين بل من قبل كل الأحرار في المنطقة والعالم ، وهذا الحراك سينمو ويتطور ليصل إلى مستوى الهبة التي لابد من تأطيرها وتوجيهها ودعمها ومساندتها حتى تذهب إلى إنتفاضة شعبية ولاتخرج عن الطريق الصحيح أو يوظفها أحد لصالحه أو في غير صالح القضية والشعب الفلسطيني ، ونحن اليوم نملك دعم موحر المقاومة الذي أثبت جدراته وأثبت أن القضية الفلسطينية قضيته الأولى ، ومن هنا لا يمكن أن نقول أننا وحدنا في مواجهة تصفية القضية الفلسطينية.
مدير مركز الدراسات والتوثيق الإستراتيجي ناصر حمّاد يقول:
الإعتراف الأمريكي في القدس كعاصمة للدولة اليهودية هو نهاية مرحلة وإبتداء مرحلة سياسية جديدة ، وهي معركة وطنية تخبو قبل إلغاء هذ القرار الجائر بكل مفاعيله ، وهو قرار ينتهك حقوقنا ، ونحن كفلسطينين أمام كارثة وطنية ، حيث أن السياسات الخاطئة التي تؤدي إلى نتائج كارثية ضحيتها الشعوب والأوطان ، وأن ترامب إتخذ قرارا مع دول التطبيع العربي ، وأن هذ الخطر الآن هو على القدس والمرحلة الثانية هي توطين اللاجئين الفلسطينيين في الدول التي يعيشون فيها ,ان قراره مثل قرار وعد بلفور. نحن نقول لأخوتنا الفلسطينيين في المهجر والشتات يجب أن نوحد الجهود وخصوصاً أن المظاهرات التي تعم فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي القدس وفي الشتات وفي فلسطين 48 هذا الغضب هو بداية مرحلة سياسية جديدة. نحن أمام هذه المعضلة التي نعيشها يجب أن نعرف الشعارات الأهم وأن نطالب بوضع إستراتيجية وطنية فلسطينية تجمع الكل الفلسطيني وليس فقط في الداخل ، بل في الداخل والمهجر والشتات لكي نقطع الطريق على تنفيذ صفقة القرن التي تديرها الولايات المتحدة.
وأضاف حمّاد:
يجب الدعوة إلى موقف رسمي وشعبي واسع يجمع الداخل والخارج ووضع إستراتيجية وطنية ، نحن نطالب الفصائل الفلسطينية كافة ومن هنا وعبر وكالتكم وإذعتكم الكريمة وفي كافة الأطر سواء في منظمة التحرير وخارج منظمة التحرير والفلسطينيين وبعض المنظمات الإجتماعية الوازنة إلى عقد إجتماع لبناء إستراتيجية وطنية ومستقبلية لأن الكارثة جاهزة لحل القضية الفلسطينية بشكل كامل.
وأردف حمّاد:
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم