وكانت السلطات السعودية والأمريكية اتهمت إيران بتزويد "أنصار الله" بالصواريخ، غير أنّ الأمم المتحدة كانت أكثر حذرًا، وأصرت على أنها تفتقر إلى دليل قاطع على ذلك.
لكن الحطام الذى خلفه الصاروخ، قدّم طرف خيط لمحققى الأمم المتحدة، إذ أثبت فحص الشظايا الصاروخية الرئيسية، الذي جرى توثيقه الشهر الماضى فى تقرير سري، صدق ادعاءات الولايات المتحدة بأن الصاروخ كان يتكون من أجهزة إيرانية، وفقا للتقرير.
وقال مسؤول أمريكي إن مسؤولي الأمن القومي الأمريكي يشاركون التفاصيل مع مسؤولي الأمم المتحدة، على أمل الحصول على دعمهم، ودفع أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، لتقديم أقوى إدانة للانتهاكات الإيرانية، في تقرير يصدر الأسبوع المقبل.
وقال المسؤول الأمريكي لـ"فورين بوليسي" إن "هذا هو أكثر تطور إلى الأمام قمنا به، من حيث رفع السرية عن المعلومات الاستخبارية الأمريكية ومشاركتها مع مسؤولي الأم المتحدة حول الأنشطة غير المشروعة لطهران. وأضاف: "منطقنا هو أنه من خلال تبادل هذه المعلومات يمكننا تسليط الضوء على انتهاكات إيران لعقوبات الأمم المتحدة".
وفي حين أن الأدلة الجديدة عززت القضية ضد إيران، لم يكن ذلك كافيا لإقناع الأمم المتحدة باتهام طهران صراحة بتزويد "أنصار الله" بتكنولوجيا الصواريخ المحظورة.
وكانت لجنة الأمم المتحدة المكلفة بمراقبة انتهاكات الحظر المفروض على توريد الأسلحة في اليمن قد خلصت الشهر الماضي إلى أنه "ليس لديها أي دليل على هوية الوسيط أو المورد"، وفي الوقت نفسه لم يصل أنطونيو غوتيريس، إلى حد اتهام إيران بذلك.
وفى تقرير غير منشور، وزع على أعضاء مجلس الأمن، الجمعة، قال غوتيريس إن الأمم المتحدة "تستعرض بعناية" كافة الأدلة المتعلقة بهجمات الحوثيين الصاروخية فى اليمن، بما في ذلك هجوم 4 نوفمبر".
وذكرت اللجنة أن "الصاروخ الحوثي يتشابه مع "قيام 1". وكان من بين المكونات، جهاز يعرف باسم المحرك، يساعد على توجيه الصاروخ، وقد عثر عليه بين الحطام، حاملا شعار معدني من شركة إيرانية، "مجموعة شادي باقري الصناعية"، لكن التحقيق كشف عن مفاجأة جديدة.
ذكر التقرير أن الصاروخ الذى دُهن باللون الأزرق مع كتابة عبارة "بركان 2" فوقه بطلاء أبيض، يحتوي على عنصر آخر، وهو عبارة عن ألياف كربونية مضغوطة في زجاجات هواء، التي تنقل وقود الطائرات النفاثة السائل، الذى يصنع في الولايات المتحدة، إلى الصاروخ.
وقد ظلت هذه الجزئية حلقةً مفقودة في عملية التحري والبحث، حتى توصل الفريق إلى الشركة المصنعة، لكنه لم يكشف عنها، وظل يبحث لمعرفة كيف انتقلت تقنيتها إلى صاروخ "أنصار الله".
وقال ديفيد أولبرايت، مؤسس معهد العلوم والدراسات الدولية، "إن الإيرانيين لا يستطيعون صنع كل ما يحتاجونه لبرامج الأسلحة الخاصة بهم، بل إنهم يشترون الكثير مما يحتاجونه إينما كان، وهم يحبون المعدات الأمريكية".
ويمكن أن يساعد اكتشاف العنصر الأمريكي محققي الأمم المتحدة في تتبع المشتري. وقال المسؤول الأمريكي: "هذا يتيح فرصة للعمل مع القطاع الخاص لتشديد العقوبات، نحن بوضوح ضد انتهاك القوانين يتحويل المواد للإيرانيين، لكن العديد من الأشياء ذات التقنية العالية في هذا العالم بها مكونات أمريكية".
ويشير التقرير إلى أن وجود مكوّن أمريكي في صاروخ "أنصار الله" يمكن أن يخدم حجج إيران وحلفائها، بما في ذلك روسيا، بأن إيران لم تنتج السلاح.