بينما "الغضب الساطع" يبدو أنه في غروب، وأن إيمان السيد فيروز به قد تلاشى لدي بسطوعه، لاسيما بعد ردود الأفعال من الحكام العرب، والذين اكتفوا فقط بالتنديد وبعض الغضب المزيف لبعض الوقت.
أما بالنسبة لقدوم "جياد الرهبة"، أيقنت أن الرهبة هي فقط في قلوبنا وليست في قلوب من يتخذ تلك القرارات في حق الشعب الفلسطيني.
هل كنا نعتقد أن بعد هذا القرار سيتم تشكيل جيش عربي موحد من المشرق إلى المغرب يزلزل الكيان الصهيوني وإدارة ترامب، ويرغمها على التراجع المباشر عن القرار، وإلا سوف يتم إستراجاع كامل الأراضي الفلسطينية، واتخاذ قرارات بقطع جميع العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيونة والإدارة الأمريكية.
يبدو لي هذا أقرب إلى حلم يمكن أن يكون في مخيلتي، بعد الردود العربية، وخاصة "الإجتماع الطارئ " بين قوسين كبيران، للوزراء العرب، والذين، كما العادة، اكتفوا بالتنديد والبكاء الكاذب، على أطلال القضية الفلسطينية، التي باتت آخر اهتماماتهم، إن كانت من بينها بالفعل.
ماذا سوف نقول لأحفادنا عندما يقرأون تاريخ اليوم، لماذا لم نفعل شيئ حيال ذلك؟، هل كان ينقصنا العدة والعتداد والأموال، أم أننا سوف نقوم بتلفيق كذبة حول المؤامرة الكونية التي تدور حولنا، وعن القوة الخارقة الخفية التي تمتلك القرارات في البلدان العربية؟.
سأبكي مع الطفل وأمه في المغارة، لأجل من تشرودا لأجل أطفالك يا فلسطين المحتلة، لأجل الأطفال النائمين في العراء بدون منازل، لأجل من دافع ويدافع عن كل شبر من الكرامة العربية على أرض السلام.
سأصلي معك يا فيروز من أجل "زهرة المدائن، سأصلي من أجل كل دمعة أم ثكلى، من أجل الأطفال اليتامى، من أجل الأسرى في سجون الإحتلال، من أجل المنفيين، من أجل كل حجر على هذه الأرض المقدسة، من أجل كل ثائر أبى أن يركع للذل.
القدس لنا، وسيهزم وجه القوة، وسنعيد بناءها بأيدينا رغما عن جميع من حكم وسيحكم الأرض، وسنعيد بهاء القدس كبهاء الشمس في السماء رغم أنف جميع الحاقدين.
(المقالة تعبر عن رأي كاتبها)