استمر المؤتمر الصحفي السنوي الموسع للرئيس الروسي، فلاديمر بوتين، مدة 3 ساعات و40 دقيقة، وخلال هذه الفترة أجاب الرئيس عن 73 سؤالا من 54 صحفيا.
وبالإضافة إلى الصحفيين الروس، تمكن ممثلو 10 وسائل إعلام أجنبية من طرح الأسئلة.
وحصل 1640 صحفيا على تصريح دخول إلى المؤتمر الصحفي، ويعد هذا رقما قياسيا مقارنة بالسنوات السابقة.
في الإجابة عن أول سؤال طرحه عليه الصحفيون، جدد الرئيس بوتين التأكيد كما قال على أن برنامجه الانتخابي سيعبر عن رؤيته التي تطمح لأن تبقى روسيا في تجدد مستمر وباقتصاد يقوم على التكنولوجيا.
وبصدد برنامجه الانتخابي، أشار إلى أنه لن يفصح عنه الآن، ولخصه في أنه سيركز على تطوير البنى التحتية والتعليم والصحة وتحسين إنتاجية العمل بما يخدم زيادة دخل المواطن في روسيا.
وعلى صعيد ترشحه لانتخابات الرئاسة المقبلة إن كان مستقلا أو ممثلا لحزب "روسيا الموحدة"، كشف أنه سيخوض الانتخابات "مرشحا مستقلا".
اقتصادنا يسجل نموا مضطردا بواقع 1,6 في المئة على أساس سنوي، ويحقق نموا كبيرا في صناعة السيارات والكيميائيات والأدوية وفي القطاع الزراعي إذ صارت روسيا تشغل المركز الأول عالميا بين مصدري الحبوب، وسجلنا أدنى معدل للتضخم في تاريخ روسيا.
النمو الحاصل يرتكز إلى أننا اجتزنا الصدمة التي تعرض لها اقتصادنا عامي 2014 و2015 بفعل انخفاض النفط والقيود المسماة بالعقوبات.
نمونا يعتمد الآن أكثر وأكثر على الاستهلاك الداخلي، وهذا أمر غاية في الأهمية جعلنا نسلك طريق التنمية المتزنة بما يضمن تطورنا المستدام.
وقال بوتين: لم ننسحب من المواثيق الأساسية للأمن الدولي قياسا بواشنطن. الولايات المتحدة عمليا انسحبت من معاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، وتحاول اتهامنا الآن بخرق هذا الاتفاق. هم نشروا منصاتهم المضادة للصواريخ في رومانيا، والأهم أنه يمكن تزويد هذه البطاريات بصواريخ هجومية متوسطة.
وسوف نضمن أمن بلادنا دون الانجرار وراء سباق التسلح. الإنفاق على التسلح ضروري لحماية أمننا وننطلق من مبدأ ألا يؤثر ذلك على الاقتصاد. رصدنا في الموازنة العامة 2,8 تريليون روبل، وهو اثنان ونيّف من إجمالي الناتج القومي الروسي.
قيمة ما رصدناه 46 مليار دولار فيما رصدت واشنطن 700 مليار دولار. روسيا لن تسمح لنفسها بهذا الإنفاق، ولكننا قادرون بـ46 مليارا على ضمان أمننا. سوف نطور الجيش والأسطول ولن ننساق وراء سباق التسلح.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتمتع بثقة الأمريكيين. ومع احترامي للمعارضة الأمريكية هذه حقيقة لا يمكن إنكارها.
وأعلن بوتين أن روسيا مستمرة في جهودها الإنسانية في سوريا ومستعدة للتعاون الجماعي مع باقي الدول في معالجة مشكلة اللاجئين السوريين. هناك شخص شيشاني مكلّف بالعناية بقضية الأطفال، هو رمضان قديروف رئيس جمهورية الشيشان الروسية.
أرسلنا كتائب الشرطة العسكرية من جمهوريات شمالي القوقاز الروسي لأن من يخدمون فيها من المسلمين السنة وسيحظون بثقة المدنيين لا محالة، فيما هم مواطنو روسيا وينتمون لجيشها، الأمر الذي سيمنحهم كذلك ثقة ممثلي السلطة والجميع في سوريا.
وأضاف بوتين: "من المهم ألا تكون هناك رغبة وإغراءات لدى جميع الأطراف المشاركة في هذه العملية، لاستخدام مختلف الجماعات الإرهابية وشبه الإرهابية والمتطرفة لتحقيق أهدافها السياسية الراهنة".
وقال بوتين: "إن المسلحين يغادرون إلى العراق، على سبيل المثال، نحن نقول لشركائنا الأمريكيين: المسلحون ذهبوا إلى هناك وإلى هناك. لا يوجد أي ردة فعل، لأنهم يعتقدون أنه يمكن استخدامهم في القتال ضد الأسد".
وأضاف: "هذا هو أبسط شيء، ولكن أيضا أخطر، بما في ذلك بالنسبة لأولئك الذين يفعلون ذلك".
ودعا الرئيس الروسي، فلاديمر بوتين، كييف إلى التفاوض مع دونباس، لأن مثل هذه الصراعات لا يمكن حلها من قبل الوسطاء.
وأشار أيضا إلى أن الرئيس الأوكراني دعا إلى تسليح بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، حيث وافقت روسيا على ذلك، بينما رفض المراقبون هذا التسليح.
وأكد بوتين أنه لا وجود للجيش الروسي على أراضي دونباس، ولكن هناك تشكيلات سياسية لا تزال قادرة على أن تصد الإجراءات ضد المنطقة.
وأضاف أنه واثق من تجاوز روسيا وأوكرانيا الصعوبات الحالية بسبب شبه جزيرة القرم.
وعلق الرئيس الروسي على الوضع حول كوريا الشمالية، قائلا: "الكونغرس الأمريكي يضع روسيا في صف واحد مع كوريا الشمالية وإيران، ويريد منا حل المشاكل مع بيونغ يانغ، إنه أمر خارج العقلانية".
وأضاف: "روسيا لا تعترف بكوريا الشمالية كدولة نووية وتعتبر ما يجري هناك غير بناء".
وقال: "كوريا الشمالية لا ترى طريقا آخر للحفاظ على نفسها سوى صنع أسلحة الدمار الشامل".
وتابع: "سي آي إي" لا تعرف كل شيء عن الأهداف في كوريا الشمالية واطلاق صاروخ واحد من هناك يمكن أن يكون له عواقب كارثية.
وأشار إلى أنه في حال اعتمدت أمريكا على العقلانية في السياسة الخارجية، فهذا ضمان لتعاوننا، بما في ذلك في قضية كوريا الشمالية.
وأعلن الرئيس الروسي، في سياق تعليقه على إجراءات الجانب الأمريكي بحق قناة "آرتي" ووكالة "سبوتنيك"، أن سؤالا يطرح نفسه حول حرية نشر المعلومات بعد تصريحات واشنطن بأنهما يشكلان تهديدا.
وقال بوتين: "الوضع الذي يتعلق بوسائل الإعلام هناك — "آر تي" و"سبوتنيك". حصتهما في الحجم الاجمالي للمعلومات قليل للغاية مقارنة بما تقوم به وسائل الإعلام الأمريكية العالمية في العالم كله وفي روسيا. وهذا يبدو تهديدا ، فأين هي حرية نشر المعلومات إحدى الركائز الأساسية التي تقوم عليها الديمقراطية الأمريكية نفسها".
التفاصيل في الملف الصوتي المرفق في هذه الصفحة.
إعداد وتقديم: عماد الطفيلي