- ما هي أبرز الاتجاهات الخاصة بتطوير الجامعات والتعليم العالي في العالم اليوم يا سيد مين؟
— منذ بداية القرن الحادي والعشرين اتسم تطور التعليم العالي في البلدان العظمى بتوسيع رقعة قبول الطلبة في الجامعات. علماً أن زيادة عدد الطلاب أدى بدوره إلى تنويع مؤسسات التعليم العالي وتميزها.
وبهدف تعزيز القدرة التنافسية الدولية، اختار العديد من البلدان استراتيجية التنمية الوطنية لسياسة انتقاء ودعم الجامعات الرائدة من أجل تحويلها إلى مؤسسات تعليمية ذات مستوى عالمي، مع إجراء عملية تدريس المواد العلمية في مستوى مثالي وعالمي.
فعلى سبيل المثال، في الوقت الذي تواصل فيه الولايات المتحدة وبريطانيا العمل على تطوير الجامعات بالطريقة التقليدية، أطلقت كل من اليابان وألمانيا والصين وروسيا مشاريع جديدة في هذا المجال. إذ أن العديد من البلدان بدأت بتأسيس جامعات على مستوى عالمي وذلك لجعلها مكوناً رئيسياً في منظومة الابتكار الوطني، ورعاية الموهوبين وتحقيق الإنجازات العلمية الهامة.
- ما هي التغيرات والإصلاحات المطلوبة من أجل جعل الجامعة واحدة من أفضل المؤسسات العلمية في العالم؟
- نحن بحاجة إلى إصلاح بنيوي. وهنا ينبغي تحسين أداء الإدارة بشكل صحيح وضمان الحرية الأكاديمية وتحقيق التوازن بين ممثلي الدائرة العلمية والإدارة، وخلق المناخ المطلوب للبحث العلمي، وتوفير الحوافز الكافية لجذب أفضل أعضاء هيئة التدريس في العالم، وذلك من أجل تأهيل الكوادر المحلية.
كما أنه من الضروري منح الجامعات مزيداً من الاستقلالية، مع تعزيز قدرتها الإدارية ودعم إمكانياتها بحيث تكون قادرة على الوفاء بالتزاماتها النقدية. وعلى الرغم من أن الحكومات تواصل الاستثمار في الجامعات، لكن الأخيرة ينبغي أن تعمل على تطوير مصادر تمويل أخرى.
- ما هي العوامل الرئيسية التي تحدد نجاح الجامعة في التصنيف؟
- بالطبع الحديث يدور عن العلماء ذوي الخبرة العالية وكذلك الإنجازات العلمية الهامة والخريجين الناجحين، والمستوى العالي من الخدمات التي تساهم بتنمية المنطقة والبلد بشكل عام اقتصادياً واجتماعياً.
- هل من الممكن الاستفادة من الخبرات الأجنبية لتطوير التعليم العالي في روسيا (على وجه الخصوص الخبرة البريطانية)؟
- بالطبع هناك الكثير من الخبرات التي يمكن أن تستفيد منها روسيا من البلدان الأخرى، ولكن لا ينبغي استنساخ النموذج التعليمي العالي لهذه البلدان وذلك لأنها تتمتع بتجربة تاريخية وثقافية ومؤسساتية مختلفة تماماً.
- إن إعلان بولونيا ينص عملياً على إنشاء فضاء تعليمي أوروبي موحد. هل ينبغي أن تؤدي المشاركة في مشروع بولونيا إلى إنشاء نظام التعليم العالي وفق النموذج الأوروبي لروسيا الاتحادية؟
- كلا. يمكن لروسيا المشاركة في هذا المشروع، ولكن عليها أن تحافظ على هويتها الثقافية كحفاظها على نظام التعليم العالي مع سمات الروسية.
- إن أحد أهداف مشروع 5-100 هو دخول ما لا يقل عن 5 جامعات روسية ضمن قائمة أفضل 100 جامعة في العالم بحلول عام 2020. كيف تقيمون واقعية هذه المهمة؟
- هذا الأمر يمكن تحقيقه، ولكن من الضروري مواصلة دعم الجامعات في إطار هذا المشروع.
- ما هي ميزات ونقاط القوة التي تتمتع بها الجامعات الروسية برأيكم؟
- تتمتع الجامعات الروسية بماضي مجيد، وذلك لأنها تقف على أساس علمي متين. ولكن هي تحتاج إلى إصلاحات بنيوية وكذلك إلى دعم كبير وتوسيع عمليات التبادل والتعاون الدولي المكثف.
- ما مدى جاذبية التعليم الروسي للطلاب الأجانب اليوم؟
- التعليم الروسي يتمتع بسمعة عالية جداً خاصة بين الشباب الصيني، ولكن العائق الوحيد هي اللغة.
- هل كان لمشروع 5-100 تأثير على جاذبية التعليم الروسي؟
- خلال تنفيذ المشروع ارتفع المستوى الأكاديمي لبعض الجامعات الروسية بشكل ملحوظ، وهذا الأمر ساهم بزيادة جاذبية بعض الجامعات الروسية للطلبة الأجانب.
- هل من الضروري برأيكم تمديد فترة صلاحية المشروع (على سبيل المثال حتى عام 2025) أو زيادة الأعضاء المشاركين فيه (على سبيل المثال ما يصل إلى 30 جامعة)؟
- إن إيصال الجامعات إلى مستوى عالمي هي عملية طويلة، لذلك أعتقد أنه ينبغي تمديد المشروع حتى عام 2030. روسيا بلد ضخم، وهو يحتاج إلى المزيد من الجامعات التي تتمتع بمستوى عالمي. ولذلك ينبغي زيادة عدد الجامعات المدرجة في المشروع، على الأقل إلى 30 جامعة. والبلد بحاجة إلى برنامج أكثر طموحاً لتطوير التعليم العالي.
أتمنى لروسيا تحقيق كل النجاح في تطوير التعليم العالي.