وتابع المصدر، أن هذه السيطرة ستفتح فصلاً جديداً للمعركة لا سيما أن قوات الجيش تتقدم على محور مغر المير المعقل الأكبر والأخير لجبهة النصرة في الريف الأقصى لدمشق، سيما وأن القوات تقدمت على محور الظهر الأسود الاستراتيجي الواقع إلى الشرق من المغر.
ولفتت مصادر أهلية أن السيطرة على تلة بردعيا وتل المقتول أخيرا دفعت ببعض الموجودين في مزرعة بيت جن بطلب تفاوض جديد مع الحكومة السورية، لكن إلى الآن لم يأتي أي رد حول الموافقة على الطلب أم لا، علما أن المصادر الرسمية لم تذكر شيء حيال صحة هذه المعلومات.
وكانت العمليات قد بدأت في مطلع تشرين الثاني بعد أن تمكنت الفصائل المسلحة وعلى رأسها جبهة النصرة من وصل نقاط سيطرتها في الريف الدمشقي مع مناطقها في القنيطرة تحت معركة سموها "كسر القيد عن الحرمون"، هذه المعركة قوبلت باستهدافات عنيفة جوية ومدفعية اتجاه نقاط سيطرتهم تمهيدا للعملية البرية التي لازالت مستمرة حتى الأن وبشكل عنيف.
الاشتباكات تركزت خلال الفترة الماضية عند جبهة بردعيا للسيطرة على تلتها الاستراتيجية وتوالت المعارك لتكون السيطرة لصالح الجيش السوري وفي اليوم الثاني لصالح النصرة إلى أن تمكن الجيش السوري ومن خلال عملياته الأخيرة، ببسط سيطرته الكاملة على التلة الواقعة إلى شمال بلدة "مغر المير".
وأسفرت هذه السيطرة عن وصول الجيش السوري إلى تلة "خزان بيت سابر" وبسط سيطرته عليها مع الجزء الشرقي من تلة "المقتول" الواقعة على الشمال الشرقي لبلدة مزرعة بيت جن والظهر الأسود، لتدور المعارك اليوم للسيطرة على الجزء الغربي منها، وذلك بهدف فصل نقاط تجمعات المسلحين في مغر المير عن مناطقهم في بيت جن ومزرعتها، على أن يستكمل الجيش بعدها العمليات حتى السيطرة على تلة "أبو شهاب" ومن ثم التقدم على حساب النصرة في قرى وبلدات الريف الجنوبي الغربي المتاخم إداريا للقنيطرة.
وأشار مصدر عسكري لـ "سبوتنيك"، أن الجيش السوري كان قد بدأ عملياته العسكرية من نقاط تمركزه في بلدة حضر وصولا إلى نقاط المسلحين، لا سيما بعد استغلال الفصائل المسلحة لاتفاق خفض التصعيد بالقنيطرة باستهدافهم نقاط الجيش بريف دمشق من مواقعهم في القنيطرة.
وأفاد مصدر مطلع لـ "سبوتنيك"، أن الجيش السوري يخوض آخر معارك الريف الغربي لدمشق وذلك بغية إنهاء تواجد المسلحين، إما باستكمال عمليته العسكرية أو العودة للمصالحة التي رفضت من قبل المسلحين في الآونة الأخيرة تحديدا المسلحين المتواجدين في مغر المير وبيت جن ومزرعتها، علما أن أهالي مزرعة بيت جن قد وافقوا على جميع شروط الحكومة بشأن التسوية إلا أن ضغط مسلحي النصرة عليهم حال دون ذلك.
وتعد بلدة مغر المير من أولى البلدات التي خرجت عن سيطرة الدولة السورية ولا تزال تحت سيطرة النصرة منذ 2012 والتي أصبحت معقلهم الرئيسي على المحور الجنوبي الغربي، كما تعد من أكثر البلدات صعوبة في الجغرافيا بسبب المغاور والكهوف التي تختبأ فيها المجموعات المسلحة.
ويعود ضغط المسلحين من خلال الدعم الذي يتلقوه من العدو الإسرائيلي وارتباطهم به، الأمر الذي أطال من مدة المعارك في المنطقة التي حاول المسلحون في السابق وصلها مع مناطق سيطرتهم سابقا في كل من الزبداني ووادي بردى مرورا بالقلمون الغربي الذي أنهى فيه تواجد المسلحين منتصف 2017.