ورصدت "سبوتنيك" ازدهار أسواق الميلاد التي بدأت بالتفتح مثل زهرات النرجس في بغداد، تحديداً، منذ أواخر شهر نوفمبر/تشرين الثاني، وحتى الآن تواصل بيع شجرات الصنوبر الصناعية غالبا ً، وزينتها ونشراتها الضوئية بمختلف أشكالها.
بتاكسي أو سيارة أجرة مشتركة كبيرة — عادة هي أما "كوستر" حافلة تعتبر من أقدم وأشهر ملامح العراق، أو الكيات "جمع كيا" وهي مركبة أيضا ً للركاب جماعيا ً، يصل إلى سوق بغداد الجديدة العريق الذي يعود تاريخ تشييد عماراته إلى حكم الملك فيصل الثاني عام 1945.
جلس بائع الشاورما أو المعروف شعبيا ً في العراق بـ"الكص" "كص لحم"،، للعب الطاولي مع صديق له، وهما يستمتعان بأغاني فيروز، صباح اليوم الجمعة، 22 ديسمبر/كانون الأول، وما أن مرت السيارات وتمكنا العبور كانت أغنية "يا أنا يا أنا وياك"، شارفت على الانتهاء لحسن الحظ.
عبرنا إلى السوق وتسللنا بصعوبة بسبب الإزدحام — لاسيما وأن اليوم عطلة ثابتة في البلاد، وموعد استراحة وتبضع العائلات لاسيما الموظفون، في كل العطل، ولكن الفترة هذه تشهد أوج الإقبال على الشراء..للحصول على أجمل الأشجار والزينة والبضائع الخاصة بعيد الميلاد.
منذ أسبوع بدأت المحلات والبسطات بنصب رجال بابا نويل الراقصون العازفون على الساكسيفون، لجذب المارة والساعون إلى التغيير وكسر كل ما مروا به من خوف وقلق وآسى في الشهور والسنوات الماضية بسبب الإرهاب المتمثل بتنظيم "داعش" الذي تقهقر ودحر بهزيمة فادحة خلال السنة هذه.
قرب محل "فالح أبو العمبة" الشهير صاحب أطول سلسلة مطاعم شعبية في العراق ببغداد تحديداً، لبيع "الفلافل"، علق أصحاب البسطات ثياب بابا نويل بأحجام صغيرة مخصصة للأطفال والفتيات، وأخرى كبيرة من لحى بيضاء بشعر كيرلي مموج.
تختلف أسعار الأشجار والزينة حسب الأنواع والأحجام، لكنها متشابهة تقريبا ً بين كل المحلات تقريبا ً في التسعيرة، يبدأ سعر الشجرة من الألف دينار عراقي للصغيرة، إلى 150 ألف دينار للطويلة، ويرتفع أكثر للكبيرات جداً — وغالبا ً يشتريها أصحاب المطاعم والأفران والشركات لتزيين واجهات مدخل محالهم، ومنها شجرات عملاقة نصبت في مولات النخيل، وزيونة، والمنصور، وبغداد، مع أضواء ساحرة.
أما أسعار الزينة المتكونة من الكرات الذهبية، والبلورية، والثلجية من الفلين والمعدن، أيضا ً حسب الأحجام والعدد، ستة من الصغيرة تباع بألف دينار، والكيس الذي يحتوي خليطا ً من الكرات وصناديق هدايا وهمية مغلفة بأناقة، مع غزلان رنة بيضاء، وبابا نويل صغير وعيدان السكاكر الملوية، وغيرها من مختلف أشكال الجمال، تباع بـ2000 دينار وهو مبلغ مناسب عند الناس.
أما أزياء بابا نويل المخصصة للأطفال، أسعارها تبدء من 5 آلاف دينار عراقي، وترتفع وصولا ً إلى 25 ألف مع "اللحية"، وحتى ثياب النوم النسائية والبكيني نزلت إلى الأسواق وزينت واجهات المحلات المخصصة لكماليات النساء، وتباع بـ7 آلاف فما فوق للقطعة الواحدة.
وضعت النساء، أمور تسوق المواد الغذائية والحاجيات اليومية للطبخ، على جهة، لأجل شراء شجرة ميلاد ومستلزماتها قبل نفاذها من السوق مع كثرة الإقبال عليها في هذا الوقت، وهناك من انتظرت بفارغ الصبر صرف الراتب الشهري لزوجها من قبل الوظيفة كي تذهب معه إلى تبضع كل تحضيرات عيد رأس السنة.
ويشهد العراق في الوقت الحالي بعد تحرره بالكامل من كل بقايا ووجود "داعش" الإرهابي، مرحلة جديدة مليئة بالأمل والسعي إلى الأفضل وتعويض ما فقد في السابق، من خلال الأعمار والتعايش السلمي والتمتع بالحياة دون مخاوف أو رعب يحيط العائلات التي حرصت على التجول والحضور بكل مكان أو مركز تسوق جديد يفتح، أو فعالية أو مهرجان وحفل يقام.
ولا يخفى أن السنة الحالية عندما ولدت، شهدت احتفالات عارمة في شوارع العراق والعاصمة، بالرغم من أن الإرهاب كان يسيطر على أجزاء واسعة من محافظتي نينوى والأنبار، كبرى مدن البلاد، حينها لدرجة حتى محلات بيع الحلويات والكيك دخلت حالة الإنذار من نفاذ كل ما لديها من مخبوزات ومعجنات من كثرة الإقبال.