وقالت مجلة "فورين بوليسي"، إن "أرامكو" السعودية، أكبر شركة نفط بالعالم، تعرضت لهجوم إلكتروني استهدف أنظمة أمانها في أغسطس/آب الماضي، في هجوم هو الأول من نوعه، يستهدف أنظمة الكمبيوتر المصممة لمنع وقوع كارثة في منشأة صناعية.
وكشف تقرير سري لشركة "فاير أي"FireEye الأمريكية المتخصصة في الأمن الإلكتروني، عن الهجوم الأسبوع الماضي، وأكدته شركة للأمن الحاسوبي، أسسها قدامى المحاربين في وكالة الأمن القومي الأمريكية، لكن "أرامكو" نفت في بيان لها وقوع أي هجوم، وقالت إن "شبكات الشركة لم تكن جزءا من أي هجوم أو خرق أمني إلكتروني".
ويأتي الكشف عن تعرض أرامكو لذلك الهجوم في الوقت الذي تستعد فيه الشركة لما سيكون على الأرجح أكبر طرح عام على الإطلاق. وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد ركز على الاكتتاب العام للشركة باعتباره محور خطة الإصلاح الشاملة التي تسعى إلى تنويع الاقتصاد والاستفادة من البيع من أجل ضمان جهود التحديث الطموحة.
وقالت المجلة إن المؤشرات الأولية تشير إلى أن إيران هي المتهم الأول بالهجوم، لكن خبراء أمن الحاسوب الآخرين الذين فحصوا الحادث حذروا من تحديد المسؤولية قبل الأوان. وقال مسؤول استخباراتي أمريكي سابق، على دراية بالقضية: "ربما تكون هذه واحدة من أصعب حالات تحديد المسؤول التي اطّلعت عليها على الإطلاق".
ويأتي الهجوم على أرامكو في إطار الاعتداءات المتكررة الرقمية من قبل إيران ضد السعودية كعنصر من عناصر التنافس الإقليمي بين البلدين، وقد تعرضت الشركة ذاتها لهجوم من قبل قراصنة يعتقد أنهم يعملون نيابة عن إيران عام 2012، ونجحوا في تدمير 30 ألف جهاز كمبيوتر في الشركة المترامية الأطراف، بحسب التقرير.
وتمثل أرامكو هدفا طبيعيا في التنافس بين البلدين، وتقول سامانثا رافيتش، وهي مستشارة رفيعة المستوى في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهي مجموعة بحثية في واشنطن: "لا يوجد شيء أكثر أهمية في السعودية من نجاح الاكتتاب العام لأرامكو"، ولا شيء أخطر على الصناعة الحيوية للدول من استهداف البنية التحتية لها بالبرمجيات الخبيثة.
يذكر أن متحدث التحالف العربي لإعادة الشرعية لليمن، العقيد ركن تركي المالكي، قال إن جماعة "أنصار الله" وجّهت 83 صاروخا باليستيا نحو السعودية.