فقد كشف عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" إن المجلس المركزي الذي سيجتمع في رام الله قبل منتصف الشهر القادم، وسيجري مراجعة سياسية شاملة لمسيرة عملية السلام والخطوات المطلوبة فلسطينيًا، مضيفاً أن الجانب الفلسطيني لا يمكنه الاستمرار بالعلاقة مع الجانب الإسرائيلي في ظل تجاهل الأخير لحقوق الشعب الفلسطيني خاصة في القدس.
كما لفت إلى أن مؤتمراً إسلامياً عالمياً سينظم في الأزهر الشريف، في الـ16 من الشهر القادم، إضافة إلى اجتماع في بروكسل في الـ22 من الشهر القادم، يجمع الرئيس محمود عباس ووزراء أوروبا، لمناقشة التطورات السياسية.
بموازاة ذلك تتواصل المواجهات بين الفلسطينيين والجنود الإسرائيلين في كافة مناطق الضغة الغربية وقطاع غزة، والتي إشتعلت بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل السفارة الإمريكية إلى القدس.
وفي هذا السياق حذر جهاز المخابرات الإسرائيلي العام "شاباك"، من تفجّر الأوضاع في الأراضي الفلسطينية ، في ظل ارتفاع التهديدات الأمنية إلى ما وصفها بـ "مستويات قياسية"، مرجحا أن تكون الأيام القادمة "صعبة".
عضو المجلس الوطني الفلسطيني عن حركة "حماس" فتحي القرعاوي رأى أن قرار إدراة ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس "جعل الفلسطينيين في مواجهة مباشرة مع قوات الإحتلال، لا سيما أن الدول الإقليمية غير متفرغة الآن للقضية الفلسطينية كما كان عليه الحال من قبل".
وحذر القرعاوي في مقابلة عبر برنامج "بانوراما" من أن "الأوضاع الآن مفتوحة على كل الإحتمالات ، والسلطات الإسرائيلية في حالة تخوف من تطور الأمور نحو الأسوأ، لذا تلجأ إلى حملات الإعتقالات الإحترازية التي تتم كل ليلة، وإقامة الحواجز على الطرقات".
ولفت البرلماني الفلسطيني إلى أن "الشعب الفلسطيني في حالة غضب وإحتقان شديدين، لأن مسألة القدس ليست شأناً فلسطينياً فقط، بل شأن يمس كل العرب والمسلمين".
ولفت إلى أن "مواقف أغلبية البلدان العربية ما زالت تحت المستوى، لإتشغالها بقضاياها الداخلبة أوبملفات إقليمية أخرى، فيما توقم بلدان عربية أخرى بالتشجيع على التطبيع مع الدولة الإسرائيلية على حساب مصالح الشعب الفلسطيني".
من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي حافظ البرغوثي أن "الولايات المتحدة إستبعدت نفسها تلقائياً من المساعي لتحقيق السلام في المنطقة بإنحيازها الصارخ لتطوير الصراع بين الإسرائليين والعرب إلى صراع بين اليهود والمسلمين".
وفي مشاركة خلال نفس الحلقة أشار البرغوثي إلى أن "الخسارة لن تكون فقط للفلسطينيين، وإنما للأمريكيين والإسرائيليين أيضاَ، لأن الصراع الديني لا ينتهي إلا بهزيمة وإستسلام أحد الطرفين، وبالتالي توسيع الصراع ليكون ديمياً لم يكون أبداً في صالح الولايات المتحدة".
ولفت إلى أن قرار ترامب يتناقض مع الدستور الأمريكي، وأن رفع دعوة في المحاكم الأمريكية ضد هذا القرار ستنتهي بربح الجانب الفلسطيني لها".
واضاف أن "ترامب فشل في كل شيء، فوجد في الفلسطينيين اللطرف الأضعف، لكن الفلسطينيون ليسوا هم الطرف الأضعف لأنهم أصحاب حق، بعكس ترامب ونتانياهو".
تفاصيل الحوار في الملف الصوتي
إعداد وتقديم: فهيم الصوراني