ولفتت الصحيفة في مقال نشرته اليوم إلى التظاهرات احتجاجا على زيارة الرئيس التركي لتونس، معتبرة أنه يعد مسؤولا عن مأساة آلاف الشباب والشابات التوانسة في رحلة الإرهاب إلى سوريا انطلاقا من الأراضي التركية، وبدعم وتشجيع وتسهيل من أردوغان نفسه، ومن "حكومته الإخوانية" على حد وصف الصحيفة السورية.
وتابعت الصحيفة في مقالها: ولكن المثير للاستهجان أن السلطة التونسية المضيفة فضلت ابتلاع الإهانة، واستمرأت الإصغاء إلى دروس ضيفها عن الديمقراطية الناشئة، وهو الذي حول تركيا إلى ديكتاتورية فردية تضم أكبر معتقل في العالم للحريات الصحفية.
وأضافت "البعث": وهي لم تكتف بذلك بل أفردت له مساحة واسعة للنيل من سوريا انطلاقا من عاصمة عربية، وفي تعارض صارخ مع توجهات وقناعات الأشقاء التوانسة الذين سجلوا مواقف شجاعة وسباقة ومبدئية في الدفاع عن سوريا في الشارع وفي البرلمان وحتى في صفوف الحكومة.
وأردفت الصحيفة أنه كان على السلطة في تونس أن تدرك أن أردوغان يجرها عنوة إلى حلبته المفضلة في الإسفاف والابتذال والخروج عن اللياقة الدبلوماسية لتحقيق مكاسب سياسية محض شخصية، وأنه يحاول زجها في الوقت الضائع في مشاريعه الفتنوية القائمة على استغلال الرابطة الدينية الواحدة.
وفسرت الصحيفة هذا السلوك الأردوغاني بأن لعل ذلك قد يشبع بعض تعطّش أردوغان إلى الاستعراض الأجوف والبطولات المظهرية الفارغة ولكنه لم يكن ليمر دون التزام حد أدنى من الكرامة الشخصية لدى الطرف المقابل، ودون تعبير عن موجبات السيادة الوطنية، خاصة وأن أردوغان وصل تونس محملا بخلل فادح في موازين التجارة الثنائية لصالح مستثمريه ورجال أعماله.
وخلصت الصحيفة إلى أن
همروجات أردوغان لم تعد تعني السوريين بشيء، فقد أصبح بالنسبة لهم خردة سياسية من ماض تجاوزوه ببطولاتهم وصمودهم وانتصاراتهم على امتداد السنوات السبع الماضية. المهم الآن هو كيف تستطيع الحكومات العربية أن تتخطى استمرار أدائها المخيب للآمال، وأن تتمكن من القفز فوق المعادلات التي فرضتها أنظمة وقوى أجنبية في لحظة فوضى عارمة، وتريد أن تجعل منها اليوم واقعا مستداما عنوانه التبعية المغلفة بالأخوة الإسلاموية الملغومة. على حد وصف الصحيفة السورية.
وختمت بالقول: سقى الله ماضيا ليس بالبعيد رمى فيه "الباي" ضيفه الوقح بالمذبة.