القاهرة — سبوتنيك. دولة قطر الصغيرة والغنية بالموارد الطبيعية، افتخرت بحصولها على مرتبة متقدمة في قائمة الدول، التي تتميز بأعلى معدلات دخل الفرد في العالم، وفوزها بتنظيم أهم مسابقة كروية في العالم (مونديال قطر 2022)، دورها المتميز في التأثير على النزاعات في سوريا وفلسطين والسودان والصومال وغيرها؛ سقطت في فخ الحصار والمقاطعة الشاملة، وما وصفتها بـ "محاولات الاحتواء والسيطرة على قرارها الوطني".
ووسط ذهول عالمي، بدأت أزمة الخليج في 5 حزيران/يونيو، عندما أعلنت الدول العربية الأربع قطع علاقتها الدبلوماسية والتجارية وغيرها مع الدوحة؛ وأغلقت الرياض حدودها البرية مع الدوحة، ومنعت هذه الدول قطر من استخدام موانئها البحرية والجوية، وأغلقت الشركات القطرية على أراضيها، وطلبت من القطريين المغادرة، ومنعت مواطنيها من زيارة قطر، وغيرها من الإجراءات، التي أحدثت صدمة كبيرة لنظام آل ثاني الحاكم في الدوحة.
ولم يقتصر ذلك على الدول الأربع، ولحقت بها دول عربية وإسلامية أخرى، كاليمن وجيبوتي والسنغال والمالديف وغيرها؛ وفقدت شركة الخطوط الجوية القطرية التي حققت إنجازاً تاريخيا بأطول رحلة بي الدوحة وأوكلاند في نيوزلاندا في 6 شباط/فبراير، خطوطها الملاحية التقليدية.
وفي هذه الأثناء، تتدخل دولتان إقليميتان كبيرتان لإنقاذ قطر من، ما وصف بـ "الحصار الخليجي على قطر"، وفتحت طهران مجالها الجوي والبحري أمام الشركات القطرية، وسارعت أنقرة إلى سد النقص في المواد الغذائية والسلع، نتيجة للمقاطعة التجارية من الدول الأربع، وأرسلت آلاف الجنود إلى قاعدتها العسكرية في قطر، بغية قطع الطريق على أي محاولة داخلية أو خارجية لقلب النظام في البلاد.
وفي ظل كل ذلك، نشطت الدبلوماسية القطرية لتوضيح موقفها للعالم من قضية "دعم الإرهاب"، المتهمة بها من قبل الدول الأربع، ووقعت الدوحة في 11 حزيران/يونيو اتفاقاً مع الولايات المتحدة في مجال مكافحة تمويل الإرهاب؛ وأعلنت، في 14 حزيران/يونيو، عن رفضها الزج باسمها في مزاعم تمويل الإرهاب، وامتناعها عن توجيه اتهامات مماثلة للدول الأخرى.
وفتحت الدوحة خطوطاً ملاحية وتجارية جديدة مع تركيا وعمان وإيران والهند وباكستان، وحتى مع دول أوروبية، فيما أبقت على خط "دولفين" للغاز، الذي يمد الإمارات وعمان بالغاز المسال؛ وفي 13 حزيران/يونيو وقعت شركة قطر للبترول اتفاقاً استراتيجياً مع شركة "شل" العالمية لتطوير البنية التحتية في مختلف أنحاء العالم، لتزويد السفن بوقود الغاز المسال.
واتخذت الدوحة خطوات مهمة لتعزيز الاستثمار، وسمحت، في 24 يوليو/تموز، بتعديل نسبة المستثمرين الأجانب في شركة "فودافون قطر إلى 49 بالمئة، وقام صندوق الاستثمار القطري، في 20 حزيران/يونيو بضخ أموال بالدولار في النظام المصرفي احترازياً، ولمنع انهيار الريال القطري؛ كما سمحت لمواطني 80 دولة بالدخول إلى أراضيها بدون الحصول على تأشيرة، أو دفع رسوم.
ورداً على قطع جيبوتي علاقاتها مع الدوحة، قامت قطر، في 13 حزيران/يونيو، بسحب قواتها من الشريط الحدودي بين جيبوتي وإريتريا، منهية بذلك وساطتها في النزاع بين الدولتين.
وفي المقابل، ردت الدوحة، في 1 تموز/يوليو، برفض مطالب الدول الأربع، والتي من أهمها تخفيض العلاقة مع إيران وإغلاق القاعدة العسكرية في قطر وإلقاء القبض على مطلوبين وتسليمهم إلى سلطات هذه الدول، وسلمت الدوحة ردها إلى الوسيط الكويتي، معتبرة هذه المطالب تنتهك القانون الدولي وتمس سيادتها الوطنية.
وعلى الصعيد الداخلي، أصدر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في 9 تشرين الثاني/نوفمبر، قراراً بتعيين 28 عضواً جديداً في مجلس الشورى، بينهم أربعة نساء، وذلك لأول مرة في تاريخ البلاد.
ووقعت دولة قطر عدداً من الاتفاقيات الثنائية في المجالات السياسية والتجارية والثقافية وغيرها، مع دول آسيوية وإفريقية، بينها ماليزيا وسنغافورة وسيريلانكا وإثيوبيا؛ كما وقعت عقداً مع بريطانيا، في 10 كانون الأول/ديسمبر، لشراء 24 طائرة مقاتلة من نوع "تايفون".
وفي 25 تشرين الأول/أكتوبر، وقعت قطر وروسيا الاتحادية اتفاقية للتعاون العسكري بين الجانبين؛ كما تم التوقيع على العقد القانوني بين وزارة الدفاع القطرية وشركة "روس اوبورون اكسبورت" الروسية، الذي يحدد الشروط العامة للتوريدات العسكرية بين الجانبين.
وضمن إنجازاتها، خلال العام، نجحت قطر في إقناع منظمة العمل الدولية بإغلاق شكوى مقدمة، منذ العام 2014، حول انتهاك حقوق العمال المهاجرين، العاملين في منشئات رياضية في الدولة تخص تنظيم "مونديال قطر 2022".