وحول المسافات التي يقطعها مشيا على الأقدام للوصول إلى الطلاب في القرى المجاورة، قال المدرس السوري أنه قد يستقل سيارة عابرة أو دراجة نارية في طريقه إلى طلابه وفي حالات كثيرة وحين لا تتوفر وسيلة نقل يمشي لمسافة تتراوح بين 2- 2.5 كيلومتر ليجد الطلاب بانتظاره.
ويقتطع إبراهيم نادر جزءا من راتبه الشهري لشراء الأقلام والدفاتر والاحتياجات الضرورية لتدريس طلابه وطالباته.
ويقول نادر: "أرى من واجبي أن أقدم كل ما أستطيع لمساعدة طلابي ولكل من يطلب المساعدة مني لتدريس مادة اللغة العربية وأشعر بالسعادة كون العديد من طلابي يدرسون اليوم الطب والهندسة والعلوم الإنسانية وقسم منهم حاز على جوائز عديدة في مجال الفصاحة والخطابة والشعر باللغة العربية".
ولفت إلى أنه يتنقل بين ناحية القبو وقرى الشرقلية وشنية والقناقية والغور ورباح والغوصية وتليل بريف حمص ليعطي الدروس للطلاب، مضيفا: "لا يحتاج بعض الطلاب لأكثر من جلسة أو جلستين أو ثلاث جلسات في السنة فيما يحتاج القسم الأكبر من الطلاب إلى دروس على مدار العام وهؤلاء يبلغ عددهم أكثر من 35 طالبا وطالبا من جميع القرى".
وأشار المدرس السوري إلى أن أحد المدرسين في قرية القبو افتتح شعبة كاملة للطلاب من ذوي الشهداء في معهد "التميز" الخاص، حيث يتلقى فيه 30 طالباً وطالبة دروساً مجانية في جميع المواد الدراسية ومن قبل نخبة مميزة من المدرسين من أصحاب الكفاءات العالية وقد تم الإعلان في القرى المجاورة عن استقبال الطلاب لتلقي الدروس المجانية في المعهد المذكور.
ولفت المدرس نادر إلى أن هناك العديد من المبادرات الأهلية التي أعلن فيها الكثير من المدرسين والأهالي نيتهم تقديم المساعدة الممكنة لتعليم الطلاب وتقديم الدروس اللازمة لهم وكذلك تأمين وسائل نقل للمدرسين الذين يعطون الدروس المجانية.
وتميزت ناحية القبو بريف حمص، وسط سوريا، عبر عقود من الزمن بكثرة الشهادات الجامعية وما زالت تساهم سنويا بعدد ما بين 7-10 طلاب، وأكثر من 25 طالب في كليات الهندسة.
يذكر أن المدرس السوري إبراهيم نادر تخرج من الجامعة عام 1996 وقام بتدريس مادة اللغة العربية على مدار 20 عاماً بريفي درعا وحمص ويقيم مع والدته في منزلهم القديم.