وأكد أن بعض العناصر التي فرت من العراق وسريا ولا يمكنها العودة إلى بلادها باتت أقرب إلى الانضمام إلى القاعدة، طبقا لتواجدها في بعض الدول بعيدا عن سوريا والعراق خاصة أن منطقة أفريقيا ومنطقة المغرب العربي.
وأشار إلى عملية العودة مرة أخرى لن تشكل نفس خطورة "داعش"، خاصة أن التنظيم يسعى لتجنيد العناصر في الفترة الراهنة بعيدا عن مواجهات مباشرة مع التحالفات الدولية، التي ما زالت تواجه التنظيم الإرهابي في المناطق المختلفة، وأن هذه الخطة تمثل رؤية التنظيم في الوقت الراهن حتى لا يجذب الأنظار إليه ويواجه نفس مصير "داعش"، وبذلك يتحايل على المجتمع الدولي حتى إعادة صفوفه مرة أخرى.
عقل وهمجية
قبل انشقاق البغدادي عن تنظيم القاعدة حدث العديد من الخلافات بين أبو بكر البغدادي وأيمن الظواهري، الذي رفض فكرة السيطرة على المساحات الترابية تخوفا من عدم القدرة على مواجهة القوات الدولية، إلا أن البغدادي أصر على ذلك وهو ما أدى إلى انشقاق البغدادي، وتأسيس التنظيم والسيطرة على مساحات ترابية تساقطت بنهاية العام الماضي.
في ذات الإطار، أوضح سامح عيد، الخبير في شئون الجماعات الجهادية بمصر، أن أيمن الظواهري بدأ في استعادة الزعامة مرة أخرى من أبو بكر البغدادي الذي خرج من رحم القاعدة وأسس تنظيم "داعش"، ونصح البغدادي وقتها بعدم الانجرار وراء فكرة السيطرة على الأرض وإقامة الدولة نظرا لعدم وجود غطاء جوي في ظل صعوبة مواجهة طيران الدول التي يواجهها التنظيم وهو ما يجعل القضاء عليهم سهلا إلا أن البغدادي لم يستجب وقتها وسعى للسيطرة ما جعل الظواهري ينتظر سقوط التنظيم، طبقا لخبرته الكبيرة ومعرفته بأن الامر مهما توسع سيكون مصيره السقوط.
أشار عيد إلى أن مناطق الاستعادة ستتمثل في منطقة المغرب العربي ومنطقة أفريقيا بعيدا عن سوريا والعراق، التي قد تسعى مستقبلا لعودة تنظيم "داعش" على الارض مرة أخرى، وهو ما جعل القاعدة تفكر في أفريقيا ومنطقة المغرب في ظل وجود تنظيمات تابعة للقاعدة في تلك المناطق، ما يعني أنها ستكون الاكثر قدرة على تجنيد الهاربين غير القادرين على العودة إلى بلادهم مرة أخرى.
استغل التنظيم الإرهابي الحملة الدولية الموجة ضد تنظيم داعش وبدأ في تنظيم صفوفه مرة أخرى، وإحياء فروعه المختلفة في منطقة المغرب الإسلامي بالصحراء ومنطقة الساحل.
من جانبه، قال محمد بن حمو رئيس المركز المغربي للدراسات الإستراتيجية إن هناك الكثير من المؤشرات المؤكدة في منطقة الساحل والصحراء والمنطقة الواصلة بين ليبيا والمغرب، تؤكد على استعادة تنظيم القاعدة تنظيم صفوفه مرة أخرى.
وأكد بن حمو في تصريحات لـ"سبوتنيك" أن التنظيم استعاد نشاطه خلال الفترة الأخيرة، خلال عملية التجنيد فقط وأن المنطقة باتت ملائمة بشكل كبيرا، نظرا لما بها من عوامل داعمة لوجودهم على رأسها صعوبة المواجهة الأمنية في تلك المنطقة، التي فر إليها معظم من كانوا في ليبيا الفترة الماضية كذلك الذين عادو من العراق وسوريا.
وتابع
"التنظيم لن يسعى للسيطرة الترابية وأنه استفاد من تجربة تنظيم داعش وعدم قدرته على البقاء بعد سيطرته على مساحات أرضية، وهو ما يجعل التظيم يركز على استراتيجيته القديمة، وهي ضرب الأهداف والمصالح الدولية دون السيطرة على مناطق ترابية يسهل استهدافهم فيها".
وشدد على أن كافة المؤشرات في منطقة الساحل والصحراء تؤكد تزايد عناصر القاعدة في منطقة المغرب الإسلامي، وأن هذا الأمر سيؤثر في المستقبل على المنطقة في ظل خبرة العناصر المقاتلة، التي انخرطت السنوات الماضية في تنظيم "داعش" الإرهابي.
وحسب ما أشار الخبراء أن هناك العديد من المناطق شهدت عودة المقاتلين مرة اخرى إلى تنظيم القاعدة على راسها منطقة المغرب العربي وافريقيا وكذلك اليمن، كما انشق عناصر تنظيم داعش في أفغانستان بمنطقة "غور" المركزية النائية ذات الأهمية الاستراتيجية بالنسبة لطالبان، وعادو مرة أخرى إلى تنظيم القاعدة.
قبل أيام قتلت القوات الخاصة التونسية بلال القبي وهو اليد اليمنى لزعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وحسب ما افادت الصحف التونسية أن القبى كان في مهمة لإعادة فرع القاعدة مرة أخرى.
وجاء في بيان عن وزارة الداخلية التونسية أن "القيادي الذي قتل كان في مهمة لإعادة هيكلة كتيبة عقبة بن نافع في تونس، وكان مكلفا بالتنسيق بين قادة القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وفرعيها في تونس وليبيا".
وتعد "كتيبة عقبة بن نافع"، أحد فروع تنظيم القاعدة في منطقة المغرب الإسلامي. يأتي ذلك بعد مقتل مراد الشايب، وهو زعيم كتيبة عقبة بن نافع مع بعض القادة مما انعكس على تهاوي التنظيم لفترة طويلة.