وبحسب تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية، ترجمته "سبوتنيك" تستعد وزارة الدفاع الأمريكية للكشف عن سياسة الرئيس دونالد ترامب النووية الأسبوع المقبل ولكن معارضي السلاح النووي يحذرون من سباق جديد للتسلح ومن ارتفاع مخاطر إساءة التقدير التي من شأنها أن تشعل حربا ذرية.
وتقول المسودة إن روسيا لديها أسلحة نووية صغيرة الحجم وهي على بعد مسافة تمكنها من ضرب أوروبا، وهذا "يمنحها ميزة قهرية في الأزمات وفي النزاعات المحدودة"، ولذلك هناك ضرورة استراتيجية إلى تصحيح هذا التصور".
تطلق مسودة البنتاغون حول السياسة النووية على هذه القنابل اسم "مُكمِّلات"، من شأنها أن تحسِّن "قدرة الردع من خلال حرمان الخصوم المحتملين من أي ثقة واهمة بأن النشر المحدود للأسلحة النووية يمكن أن يوفر لهم ميزة مفيدة ضد الولايات المتحدة وحلفائها".
وتقترح المسودة أن تعمل وزارة الدفاع وإدارة الأمن النووي القومي على تطوير صاروخ باليستي ذي قدرة نووية متدنية يمكن إطلاقه من غواصة، وفي أمد أبعد، تطوير صواريخ كروز عابرة تُطلق من البحر.
تملك الولايات المتحدة حاليا نحو 7 آلاف رأس نووي في حين يفوق ما تملكه روسيا ذلك ببضع مئات. ولن يتم بموجب المقترح الجديد إنتاج صواريخ إضافية وإنما ستتم إعادة تصميم الرؤوس النووية المتوفرة.
لكن الولايات المتحدة لديها ترسانة ضخمة من السلاح النووي بما فيها 150 قنبلة نووية "61 B" مخزنة في عدة بلدان أوروبية يمكن تعديلها لتصبح متدنية القوة.
إلا أن هانس كريستنسن مدير مشروع المعلومات النووية لدى اتحاد العلماء الأمريكيين يرى أن الاستراتيجية العسكرية الأمريكية ليست بحاجة إلى نوع جديد من الأسلحة. ويقول: "إذا أردت حقا استخدام سلاح في سياق يحتاج إلى قوة متدنية، فهو متوفر. أنت لا تحتاج إلى حيازة أسلحة إضافية".
ويشير التقرير إلى أنه في سنة 2010، وقع أوباما والرئيس الروسي حينها دميتري مدفيديف معاهدة "ستارت الجديدة" التي تدعو إلى خفض كبير في ترسانتي البلدين النووية وتنتهي صلاحيتها في سنة 2021 وعندها قد يكون ترامب في ولايته الثانية.
يقول باري بليتشمان، المشارك في تأسيس مركز "ستيمسون" غير الحزبي المعارض للانتشار النووي في واشنطن، إنه قلق لأن لغة مسودة السياسة النووية تجعل تجديد تلك المعاهدة أكثر صعوبة، مضيفًا: "أنا قلق جداً. إنها خطوة باتجاه يجعل خوض حرب نووية خياراً واقعيا".
فيما قلل محلل شؤون الدفاع في المعهد القومي للسياسات العامة، ماثيو كوستلو، من المخاوف. وكتب في مقالة نشرها موقع "بريكنغ دفنس" الإخباري إن "النظام النووي ليس ضعيفاً بحيث يتعرض للخلل من خلال قيام قوة نووية مسؤولة مثل الولايات المتحدة بتعديل عدة رؤوس".
ويضيف: "هناك أدلة على أنه يمكن أن يقلل فرص اندلاع حرب نووية من خلال جعل دول نووية مثل روسيا وكوريا الشمالية تفكر أكثر من ملياً بشأن تصعيد نزاع مزمن".