وأضاف هاشم أن المؤتمر أحدث الفرز الأولي المطلوب للنهوض بأي حل يستند إلى الحوار، حينما رفض الاستماع لشروط ومطالب الأطراف والمجموعات التي كانت لا تزال تراهن على ممارسة الإرهاب كأداة لتأكيد الموجودية وإثبات الحضور، مؤكدا أنه أضفى طابعا رسميا على العملية المُجهضة لـ"الفصل بين المتطرفين والمعتدلين"، كما كرس مضامين محددة لمفهوم "الاعتدال" بحيث بات يندرج تحته، وحسب، أولئك الذين ارتضوا التخلي النهائي عن السلاح للانضواء تحت سقف الدولة الجامعة الموحدة، والنظام الجمهوري بهويته العربية السورية، ومن خلال ممارسة العمل السياسي الوطني، الهادف والمسؤول. على حد تعتبير الكاتب السوري.
ومضى الكاتب هاشم بالقول: شكل المؤتمر أوسع مظلة حوارية جمعت السوريين من الداخل والخارج، حتى الآن، منذ بدء الحرب، وهو بلور، على هذا النحو، الإجماع الأوسع الذي ستتحدد على تخومه حقيقة المواقف والالتزامات والمسؤوليات الوطنية من عدمها.
واستدرك قائلا: صحيح أنه لا يتعارض مع جنيف ولن يكون بديلا عنه — والأحرى أنه يتكامل معه — ولكن الصحيح أيضا أنه سيوفر لجنيف الأرضية الصلبة والأهم على طريق إطلاق الحوار الجدي والعملي والقابل للتطبيق؛ وهو سيكون بالتالي الركيزة الرئيسية لتجاوز حالة المراوحة والتعطيل، التي يفرضها واقع التدخلات الأجنبية، الذي سيجعل من "معارضات ما خارج إطار سوتشي" مجرد استطالات وزوائد وظيفية مشروطة بحدود قوة نفوذ خارجي يصعد ويهبط على وقع التطورات الميدانية، وعلى خلفية التناقضات الآخذة بالتفاقم في صفوف معسكر الحرب.
وقال:
لقد أحبط الإصرار على عرض وثائق المؤتمر على الأمم المتحدة، والتأكيد المتكرر على التمسك بمسار جنيف، اتهامات مسبقة مبيتة كان يمكن لها أن تشكل ذريعة للانقضاض على كامل المسار السياسي، بل وحتى وسيلة لإسباغ الشرعية على العودة لتسليح المجموعات الإرهابية والتلويح مجددا بخيارات تصعيد العنف والحرب." بحسب الكاتب السوري.
معتبرا أن المؤتمر رسم المؤتمر الملامح الأولية للتعافي السياسي السوري، وأحدث أعرض اصطفاف يمكن من خلاله البدء بحوار منتج وإيجابي بين وطنيين سوريين حقيقيين، وليس الاكتفاء بالدوران في حلقة مفرغة وحوارات الطرشان في مواجهة عملاء ووكلاء للمصالح والأجندات الخليجية والأطلسية. على حد تعبير الكاتب هاشم.
وخلص الكاتب هاشم إلى أنه
"لن يكون ما بعد سوتشي كما قبله"، ولن يكون بوسع أحد تجاهل ما توافق عليه السوريون في المنتجع الروسي… "لقد اجتازت مسيرة الحل نقطة اللاعودة التي ستحشر وراءها كل المترددين والمتآمرين في الجحر القذر للتواطؤ والعمالة والخيانة للوطن السوري العظيم"
وختم بالقول: إنه الشعور بالمسؤولية الوطنية والتاريخية الذي يتسامى اليوم بعد سبع سنوات من حرب مدمرة لم يدفع فاتورتها الباهظة من الويلات والدمار والدم سوى السوريين أنفسهم، وهو الوعي الوطني الذي لطالما شكل الرصيد الأكبر والأغلى لدى السوريين المتجذرين في ثقافة وحضارة وعطاء هذا المشرق العربي.