وخلال هذا اللقاء الذي جمعه مع مبعوث جبهة البوليساريو بقشتالة لامنتشا، بلاحي محمد، قال النائب الثاني لرئيس حكومة هذه المنطقة إنه مستعد "لتعزيز المساعدة المؤسساتية والانسانية للشعب الصحراوي"، مضيفا أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي المساهمة أكثر في حل هذا النزاع، بحسب وكالة الأنباء الجزائرية.
وعقب هذا الاجتماع ذكّر غارسيا مولينا مخاطبا وسائل الإعلام أنه على إسبانيا "دين تاريخي وسياسي وأخلاقي تجاه الشعب الصحراوي" مما يوجب اتخاذ إجراءات قوية لحل النزاع الذي طال أمده ووحده الشعب الصحراوي من يدفع عواقبه".
وأكد المسؤول أن "هذه الحالة الاستعجالية تلزمنا بمضاعفة المجهودات لدعم قضية سياسية وانسانية بصورة ملموسة" مضيفا أنه "لابد أن نخصص المزيد من المساعدات المالية"، مشيرا إلى أن "الأزمة المالية التي مر بها البلد كان لها آثار مباشرة على المساعدات الموجهة للشعب الصحراوي".
وأضاف: "في الوقت الراهن يتعين علينا ايجاد سبل جديدة مع النظر إلى أي مدى يمكننا رفع حجم المساعدات لتخفيض جزء من المعاناة التي يعيشها الشعب الصحراوي".
ومن جهته، دعا مبعوث جبهة البوليساريو إلى المنطقة "للالتزام أكثر على المستوى السياسي من أجل فهم المطالب العادلة للشعب الصحراوي المتمثلة في تنظيم استفتاء تقرير المصير".
كما أعرب عن أسفه يقول:" أراضينا تغزوها القوات العسكرية المغربية التي تستغل مواردنا الطبيعية في حين أن المالكين الحقيقيين لهذه الثروات منفيون ويعتمدون أساسا على المساعدات الدولية".
وبعدما أعرب عن امتنانه لغارسيا مولينا ولباقي حكومة قشتالة لامنتشا، ذكر ممثل جبهة البوليساريو في هذه المنطقة الاسبانية أن الشعب الصحراوي يريد تقرير مستقبله عن طريق استفتاء.
وتتواصل تطورات الأزمة في الصحراء المغربية، بعدما جلس المبعوث الأممي هورست كوهلر مع موفدين عن جبهة البوليساريو في برلين الأسبوع الماضي، إذ يتجه كوهلر للتمهيد لمواجهة مباشرة بين المغرب والبوليساريو للمرة الأولى منذ عام 1997، فيما كانت آخر مفاوضات غير مباشرة في 2011، وفق تقرير صحيفة الأيام 24.
وكان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوغريك، قد قال في مؤتمر صحفي انعقد في مقر المنظمة الدولية في نيويورك، إن جولة جديدة من المفاوضات بين الطرفين سوف تبدأ في العاصمة الألمانية برلين، في مطلع هذا الشهر، بحسب الصحيفة.
الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب المعروفة باسم البوليساريو هي حركة تحررية تأسست في 20 مايو 1973، وتسعى لتحرير الصحراء الغربية مما تراه استعمارا مغربيا، وتأسيس دولة مستقلة جنوب المغرب وغرب الجزائر وشمال موريتانيا تحت اسم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
وتخوض الجبهة صراعا مسلحا من أجل ذلك، في الوقت الذي تجري فيه مفاوضات برعاية الأمم المتحدة لحل المشكلة ولم تستطع منظمة الوحدة الأفريقية ولا منظمة الأمم المتحدة الوصول بعد إلى حل سلمي لنزاع الصحراء الغربية الذي قارب عمره ثلاثة عقود.