وتعود الرسائل المشفرة إلى نحو 500 عام، وكانت بين الملك فرديناند، أحد أشهر ملوك إسبانيا، والقائد العسكري غونزالو، وحيرت هذه الشفرة المؤرخين على مدى قرون، بحسب صحيفة "الأندبينت" البريطانية.
والملك فرديناند، هو الذي كان وراء تمكن الإسبان من فرض سيطرتهم على إسبانيا عام 1492 بعد حروب مع العرب، وكان أيضا وراء رحلة كولومبوس إلى أمريكا.
والشفرة التي استخدمها الملك في رسائله مع القائد العسكري معقدة للغاية، حيث تتكون من 88 رمزا مختلفا و237 حرفا. وكانت كل رسالة تضم ما بين رمزين أو ستة رموز، مثل المثلثات أو الأرقام، إضافة إلى الحروف.
وتحتوي الرسائل على تعليمات عن الاستراتيجية المستخدمة في حملة عسكرية في إيطاليا في بدايات القرن السادس عشر، وتمثل الرسائل لحظة رئيسية في التاريخ الإسباني، عندما كانت إسبانيا وفرنسا تقاتلان من أجل الهيمنة على منطقة البحر الأبيض المتوسط.
وتعرض الرسائل في متحف الجيش الإسباني في طليطلة، واستغرق الأمر عند المخابرات الإسبانية لنحو نصف عام لفك شفرة أربع رسائل منها. ويصل عدد صفحات بعض هذه الرسائل إلى 20 صفحة تقريبا.
وكتبت الرسائل بالشفرة خشية وقوعها في يد الأعداء، باستخدام رمز سري لحمايتها حال سقوطها في أيدي العدو. وقد تمّت الإشارة إلى وجود أكثر من 9000 رسالة خفية في زوايا قصر الحمراء في مدينة غرناطة، ولم يتم العثور على كتيب يفسر الرموز التي كتبت بها الرسائل.
وفي بدايات القرن السادس عشر كان الأمر يستغرق 15 يوما لتصل الرسائل من مقر إقامة الملك إلى جنوب غربي إيطاليا حيث المقر العسكري لغونزالو.
واعتبرت صحيفة "أيه بى سي" الإسبانية الاكتشاف بأنه "واحد من الأسرار العظيمة في تاريخ إسبانيا"، ووصفت فك شفرة هذه الرسائل بأنه لحظة "حجر رشيد"، الذي مكن فك شفرته العلماء من فهم اللغة المصرية القديمة، وذلك على أمل أن يؤدي هذا إلى فك شفرة المزيد من الرسائل.