اليوم نتحدث حول كينونة الخطوات الأولى للتكامل الاقتصادي بين روسيا وسورية بناء على الزيارات المتبادلة بين الطرفين والتي نتج عنها لقاءات في دمشق وموسكو وسوتشي وتم تشكيل لجان يتم العمل الآن على تفعيلها حالياً، ولكن قبل أن ندخل في تفاصيل هذه المتغيرات فيما يخص في إعادة إحياء الاقتصاد السوري وإعادة إعمار سورية في حلقات لاحقة لابد هنا بداية من الإجابة على العديد من التساؤلات المطروحة أمام التحديدات التي لا تقل فيها المواجهة في الحرب الاقتصادية عن المواجهات الميدانية والسياسية مع الدول التي ساهمت في الحرب على سورية، والتي تسعى إلى استكمال مكتسباتها الاقتصادية من خلال المشاركة في إعادة الإعمار بشتى الوسائل ولكنها تظهر التمنع بسبب عجزها وهي راغبة أصلاً.
ومن هنا:
ماهي المحاور والتساؤلات التي تتمحور حولها المرحلة القادمة من إعادة إحياء الاقتصاد السوري وإعادة الإعمار في سورية بعد انتهاء الحرب بشكل شبه كلي في المرحلة الراهنة؟
مالذي تحتاجه سورية بالدرجة الأولى للانطلاق بعملية إحياء الاقتصاد بعد حرب دامت سبع سنوات؟
ماهي أسس ومرتكزات بناء البنى التحتية في المجال البشري والحيوي وما يلحق بها من قطاعات حياتية أخرى كي تتماشى مع التطورات الراهنة بما يتناسب مع الخسائر التي نتجت عن الحرب وظروفها؟
كيف يمكن لسوريا وحلفائها تجاوز عقبات الحصار الاقتصادي الذي أتى على سورية وحلفائها؟
مكامن النجاح في سير عملية تطوير الاقتصاد السوري ومتطلباتها الفنية والتقنية الحديثة؟
يقول الاقتصادي السوري الدكتور فادي عياش:
الحرب الاقتصادية أحد أشكال الحروب وأكثرها تاثيراً والتي يدخل في إطارها تدمير البنى التحتية، وتدمير الطاقات الإنتاجية في البلد التي تشن عليه الحرب، بالإضافة إلى فرض منظومة متكاملة وفتاكة من العقوبات الاقتصادية التي تهدف إلى تقويض إمكانات صمود هذا البلد وقدرته على المواجهة بغية تحقيق أهداف الحرب المنشودة من الأطراف المعتدية، وهذا ما تعرضت له سورية والشعب السوري من الحرب الظالمة والذي حورب في حياته اليومية وقوته في كل مناحي حياته"
ورأى الدكتور عياش أن :
"هناك نوعان من التحديات، خارجية وداخلية، التحديات الداخلية مقدورعليها داخليا، أما التحديات الخارجية هي أهم هذه التحديات على الإطلاق، في كيفية تجاوز الحصار والعقوبات الجائرة على سورية ، وبالتاكيد لا نستطيع إلا أن نلجأ إلى أصدقاء سورية وحلفائها الذين وقفوا معها في الحرب، لأنهم هم الأقدر على المساعدة في مواجهة العقوبات، وبالتالي هذا هو التحدي الأولوي الأساسي، والتحدي الآخر يرتبط بإمكانات التمويل اللازمة، والتحدي الثالث هو أيضاً تحدي جوهري يرتبط بالزمن ويرتبط بسرعة الإنجاز، وهذا يحتاج كما نعلم إلى إمكانات بشرية كبيرة، وإلى موارد وتقنية وإمكانات فنية عالية"
كما وأشار الدكتور عياش إلى أن:
الدكتور عياش:
" نحن السوريون نطمح ونتمنى أن تصل العلاقات الاقتصادية مع الحلفاء إلى مستوى العلاقات السياسية والعسكرية، وسورية تملك مواردا ضخمة جداً وهذه الموارد تحتاج إلى عمل كبير واستخراجها واستثمارها وتتطلب الكثير من الإمكانات المادية والفنية اللازمة لإقلاع بعملية إعادة الإعمار وروسيا تملك القدرة على ذلك، وكذلك الأمر باقي الحلفاء في مجالات أخرى، والاقتصاد السوري اقتصاد متنوع يمتلك الكثير من الإمكانات والطاقات الإنتاجية الهامة التي يمكن أن تكون سلعة هامة في الأسواق المستهدفة ".
وعلق الدكتور عياش في ختام حديثه على أهمية المنتديات واللقاءات الاقتصادية قائلاً:
"نحن بلد اعتاد أن ينهض من تحت الرماد كما طائر الفينيق، وهذا جزء من منظومتنا التراثية والتاريخية، واللقاء أو المنتدى الاقتصادي الروسي السوري المزمع عقده في موسكو قريبا هو حدث هام بكل تأكيد لأنه ينتقل بالحالة إلى الحالة التنظيمية والحالة التنفيذية، وكما نعلم الخطوات الأولى في الإدارة هي الخطوات التنظيمية، ومن هنا فإننا نرى أن مثل هذه الملتقيات أو اللقاءات والمنتديات سوف تؤدي إلى صيغ تنفيذية لهذه التوجهات، وبالتالي تكون الخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح".
التفاصيل في التسجيل المرفق
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم