لا سيما وأنها تتزامن مع ارتفاع منسوب التهديدات الإسرائيلية إلى لبنان، سواء بالنسبة إلى الجدار الفاصل الذي شرعت إسرائيل ببنائه عند الحدود الجنوبية للبنان، أم بالنسبة إلى المزاعم الإسرائيلية التي تقول بأن بلوك رقم (9) النفطي هو داخل حدودها الإقليمية، الأمر الذي ترفضه الحكومة اللبنانية وتولي اهتماما خاصاً في الدفاع عن ثرواتها سياسيا ودبلوماسيا وعسكريا.
وبهذا السياق قال نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي، لـ"سبوتنيك": "إن زيارة تيلرسون تأتي بعد التطورات التي جرت في المنطقة والمتعلقة باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بأن القدس عاصمة أبدية لإسرائيل، وقد سبق زيارته المرتقبة إلى لبنان زيارة دايفيد ساترفيلد المسؤول الأمريكي الكبير في الخارجية الأمريكية، وبعد ردة الفعل السلبية بلا شك، وتمنع بعض الدول بصورة إيجابية مع فكرة زيارته، أعتقد أنه يريد أن يكون ناصحا وشاهدا للحفاظ على استقرار إسرائيل فيما يتعلق بالحدود الإسرائيلية مع الدول المجاورة، لأن إعادة اندلاع أي حرب وأي تدهور بالأوضاع الأمنية ستعيد خلط الأوراق على مستوى المنطقة برمتها بما فيها إعادة طرح مسائل ذات طابع وجودي يتعلق بإسرائيل، ومهما كان وضع إسرائيل الجبروتي والعسكري العظيم إلا أنه لاشك أنه يدرك تماماً أن أخذ الأمور وإنزلاق الأمر سيؤدي إلى ما لا تحمد عقباه على عدة مستويات أقله ثقافياً بما يتعلق بمسألة وجود إسرائيل".
وأكد الفرزلي أن هذه الزيارة تأتي في سياق زيارة الدول الحدودية مع إسرائيل أو ما يسمى الدول المحتمل إشتعال الفتيل فيها مثل لبنان والأردن وتركيا، ودور تركيا في ضبط إيقاع التطورات في هذا المجال، وبالنسبة لزيارة تركيا سيتم أيضاً تناول الضغط على الساحة السورية والمفاوضات التي تجري لتحديد دور تركيا في النظام الإقليمي الجديد جنباً إلى جنب مع إيران وإسرائيل".
وحول احتمال إندلاع حرب ما بين لبنان وإسرائيل قال الفرزلي:"لا أنفي وجود نية عدوانية إسرائيلية وإن توفر الظرف المناسب فإنها لن تتوانى عن ذلك لحظة واحدة، إلا أنني أعتقد أن إسرائيل ستدرس جيداً النتائج المترتبة على ذلك وتعلم أن أي حرب تشنها ولا تحقق الهدف سيترك آثار وإنعكاسات في غاية السلبية على الواقع الإسرائيلي، اليوم بناء الجدار وصحيح قد يكون مدخل تحاول فيه أن تحصر المنطقة الأمنية التي يقع فيها أي تسلل على مستوى تلال كفرشوبا والغجروالمناطق الأخرى، إلا أن هذا الأمر لن يمنع أبداً إشتعال كل الجبهات وهذا أمر لا يمكن ضبطه على الإطلاق".
وبحسب مصادر سياسية فإن المباحثات التي سيجريها وزير الخارجية الأمريكي مع المسؤولين اللبنانيين "ستتناول الأزمات المستجدة ما بين لبنان وإسرائيل، وأن تيليرسون الذي كان قد أكد في أكثر من مناسبة سابقة على دعم استقرار لبنان ومؤسساته الدستورية سيعود ويجدد هذا الدعم، وأنه سيولي خلال محادثاته مع الرؤساء الثلاثة اهتماما خاصا بالإنتخابات النيابية المنوي إجراؤها في شهر آيار/مايو المقبل وضرورة أن يشكل هذا الإستحقاق الدستوري زخما ودعما للعهد السياسي الحالي، وسيشدد كذلك "على إستمرار الإدارة الأميركية في دعمها للمؤسسة العسكرية اللبنانية إنطلاقا من إيمانها بأنها المؤسسة الوحيدة المخولة حفظ أمن واستقرار لبنان".
تجدر الإشارة إلى أن تيلرسون يزور لبنان في إطار جولة له على منطقة الشرق الأوسط تشمل إضافة الى لبنان كلا من مصر والأردن وتركيا، إضافة الى مشاركته في الاجتماع الوزاري لـ"التحالف الدولي ضد الإرهاب" المقرر عقده في العاصمة الكويتية في الثالث عشر من الشهر الحالي.