وأوضح أستاذ العلاقات الدولية في جامعة دمشق الدكتور الباحث شاهر الشاهر في تصريح لـ"سبوتنيك" أن إسقاط طائرة F15 الإسرائيلية هو رد استراتيجي مدروس وجاء بالتنسيق مع حلفاء سورية في محور المقاومة ومن شأنه أن يغير قواعد الاشتباك في المنطقة وينقل "إسرائيل" من الفعل إلى رد الفعل ويظهر في ذات الوقت قوة وسائط الدفاع الجوي السورية وتطورها.
وأضاف الشاهر أن "هذا الرد يزيد من قوة الموقف السوري على الصعيد الدولي فصد العدوان حق تكفله القوانين الدولية والأهم من ذلك كله أن هذا الرد يعد استجابة لمطلب شعبي سوري يطالب بعدم السماح بالمساس بالسيادة الوطنية".
وأردف قائلاً: مهما كانت النتائج ستكون صغيرة لأن موقف الشعب السوري متفق مع الموقف الرسمي بوضع حد للاعتداءات الإسرائيلية
وحول ردة الفعل الإسرائيلية أوضح الشاهر أن "إسرائيل" تعلم بدقة ماذا ستكون النتائج وسيشعر المستوطن الإسرائيلي بالخوف وبالتالي سيضغط على حكومته لمنع تصعيد الموقف لأن الإسرائيليين لن يتحملوا تبعات هذا التصعيد.
بدوره أشار الكاتب والباحث السوري محمد نادر العمري في تصريح لـ"سبوتنيك" إلى أن الاعتداء الإسرائيلي اليوم يأتي ضمن سلسلة اعتداءات تترافق مع أي تحول لا يتناسب مع المصالح الإسرائيلية في الميدان السوري موضحاً أن "إسقاط الطائرة الإسرائيلية فوق الجولان المحتل يشير إلى امتلاك الجيش السوري لوسائط دفاع جوي من شأنها فرض توازن الردع وتوازن الرعب ليس داخل الجغرافيا السورية فحسب وإنما على مستوى المنطقة وبالتالي فقد تغيرت المعادلة الإسرائيلية التي تقول بامتلاك أقوى سلاح جوي في المنطقة لتتجه الأمور إلى صالح الصواريخ الاستراتيجية التي كسرت المقاربة الإسرائيلية السابقة".
وحول ارتدادات إسقاط طائرة F16 على الداخل الإسرائيلي أوضح العمري أن هذا الحدث الميداني أظهر حجم الإرباك في الداخل الإسرائيلي وهشاشة المجتمع الإسرائيلي حيث لجأ سكان مناطق الشمال داخل الأراضي المحتلة إلى الملاجئ وأُغلقت الموانئ والمطارات الإسرائيلية وأُقفلت الطرق المؤدية إلى شمال الجولان.
وأضاف: سيواجه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وضعاً حرجاً بعد إسقاط الطائرة الإسرائيلية لاسيما في ظل قضايا الفساد التي يواجهها في المحاكم الإسرائيلية وفي ظل اتخاذه قرار هذا العدوان الإسرائيلي دون علم من قائد الجيش الإسرائيلي.
ولفت الباحث السوري إلى أن إسقاط الطائرة الإسرائيلية جاء بالتنسيق بين سورية وحلفائها في محور المقاومة للرد على العدوان الإسرائيلي خاصة في ظل مشاريع إسرائيلية لمحاولة رسم الحدود مع لبنان لسرقة الثروات الباطنية ولتصفية وتذويب القضية الفلسطينية فضلاً عن التنسيق الأمريكي- الإسرائيلي لاستهداف إيران ودعم المجموعات الإرهابية المسلحة.
وأردف قائلاً: قرار التصدي للطائرات الإسرائيلية هدفه إيصال رسالة بأن محور المقاومة متكامل وبأن المشاريع الأمريكية والإسرائيلية التي تهدف إلى إقامة دولة فيدرالية في الشمال السوري وإلى إنشاء منطقة عازلة في الجولان بعمق 40 كم هو أمر مرفوض من قبل سورية ومن قبل حلفائها أيضاً.
وحول احتمال تصاعد الأمور إلى حرب شاملة قال العمري: الحرب قائمة فـ"إسرائيل" تقوم بها عبر المجموعات الإرهابية وحين تكون هذه المجموعات بوضع حرج تتدخل "إسرائيل" لكن مدى التصعيد لن يتطور إلى أبعد من ذلك وفق ما أعلنه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بأنهم لا يريدون تصعيد الأمور ووفق ما ذكرته القناة الإسرائيلية الثانية عشرة بأن تل أبيب ستلجأ إلى روسيا والولايات المتحدة لضبط الأمور.
وأضاف: طبيعة الرد السوري أربكت حسابات الجيش الإسرائيلي لاسيما وأن "إسرائيل" تدرك أن اندلاع أي حرب مع سورية أو حزب الله او إحدى دول محور المقاومة سيؤدي إلى حرب شاملة على المستوى الإقليمي لن تستطيع "إسرائيل" تحمل تكاليفها داخلياً وعسكرياً لكن لا يمكن الجزم بأن الحرب لن تقع لاسيما في ظل وجود حكومة إسرائيلية متطرفة بزعامة نتنياهو الذي يريد نقل أزمته من الداخل إلى الخارج.
ولاقى حدث إسقاط الطائرة الحربية الإسرائيلية صدى واسعاً وترحاباً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي السورية وتناقلت عشرات المواقع والصفحات السورية النبأ والصور التي تظهر احتراق الطائرة وسقوطها فوق الجولان المحتل.
في هذا السياق علق رئيس مركز المعطيات والدراسات الاستراتيجية بدمشق الدكتور عماد فوزي الشعيبي على صفحته الشخصية بأن "إسقاط الطائرات الإسرائيلية يعني تغييراً مبيتاً من دمشق لقواعد الاشتباك واستخداماً لنوع جديد من أسلحة الدفاع الجوي كانت سورية تدخره للحرب.
وأضاف الشعيبي: سورية تعتبر أن الحرب قد لوحت والتدحرج الإسرائيلي ممكن نحو الحرب الشاملة لأن حجم الرد مربك لتل أبيب ورد فعلها سيحكمه ما هو أبعد من رد الفعل في حال توسيع العمليات والردود عليها.
وفي منشور آخر على صفحته قال الشعيبي: رسالة إسقاط الطائرات الإسرائيلية تتعدى العملية الآنية، لتصل إلى حدّ التأكيد على الرسالة الروسية لنتنياهو بأن إشعال حرب الشمال ممكن إسرائيلياً ولكن إيقافها ليس بيد الإسرائيليين، لأن تحييداً للطائرات الإسرائيلية سيكون هو عنوان الحرب المقبلة، ما يعني أن سلاح صواريخ أرض- أرض السورية هو أداة الحرب القادمة.