سبوتنيك. ولد فيتالي تشوركين في 21 فبراير/ شباط عام 1952، وكان الابن الوحيد لمصمم الطائرات المهندس إيفان تشوركين.
شارك في طفولته بثلاثة أفلام سينمائية، كان أولها وهو في الحادية عشرة من عمره والذي أنتج عام 1963 بعنوان "الدفتر الأزرق"، وفي العام التالي لعب دور ابن طبيب الإسعاف في فيلم "03"، وكانت آخر تجاربه السينمائية في فيلم بعنوان "قلب الأم"، تناول جزءا من حياة لينين.
كما كان مولعا برياضة التزلج على الجليد، وكان من الممكن أن يصبح رياضيا محترفا، ولكنه توجه الى عالم السياسة بعد تخرجه من معهد موسكو للعلاقات الدولية، وبدأ مسيرته الدبلوماسية منذ عام 1974.
كان مخلصا لعمله، ولطالما عُرف بصدقه وصراحته وشجاعته، فقد كان مدافعا قويا عن مواقف بلاده، ففي آب/ أغسطس من عام 2008 وجه السفير الأمريكي انتقادات لروسيا، متهما إياها باستخدام القوة العسكرية ضد جمهورية جورجيا.
وكان رد تشوركين على نظيره الأمريكي واضحا وسريعا، أشار فيه إلى أن الولايات المتحدة استخدمت القوة ضد العراق بتهمة مزيفة تزعم أن العراق يملك أسلحة الدمار الشامل
هل وجدتم أسلحة الدمار الشامل في العراق أم تظلون تبحثون عنها؟
وفي تعليقيه على تصريحات الرئيس البولندي برونسلاف كوموروفسكي الذي اقترح منع روسيا من استخدام حق (النقض) الفيتو في جلسات لمجلس الأمن حول الشأن الأوكراني في تشرين الاول عام 2014، قال تشوركين:
إن الدعوة لانتزاع حق الفيتو من روسيا ليست سوى كلام فارغ.
واستخدم فيتالي تشوركين، حق النقض في 6 مرات، من أصل 12، ضد مشاريع قرارات قدمتها الدول الغربية في محاولة للوصول إلى تسوية سياسية للأزمة السورية.
كما عرف تشوركين بانتقاداته الصريحة للأعضاء العرب في الأمم المتحدة، فيما يتعلق بالحرب في اليمن، وانتقد التدخل العسكري للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في الدولة التي مزقتها الحرب، وهاجم بريطانيا لدعمهما التحالف العربي، قائلاً:
لندن من أكبر المستفيدين من حرب اليمن.
أما خلال جلسة مجلس الأمن للبحث في الأوضاع بمدينة حلب السورية عام 2016 جرت ملاسنة حادة بين المندوبة الأمريكية في المجلس ونظيرها الروسي، إذ تساءلت المندوبة الأمريكية عما إذا كان هناك خجل لدى السلطات الروسية والسورية والإيرانية من ارتكاب الفظاعات في حلب، ليرد عليها المندوب الروسي:
ممثلة الولايات المتحدة تكلمت كأنها الأم تيريزا، لو كنا نريد سماع مواعظ لذهبنا إلى الكنيسة، وإذا أردنا أشعارا لذهبنا إلى المسرح، ما نتوقعه منكم أيها السياسيون في مجلس الأمن هو تقييم موضوعي.
في ذكرى رحيل فيتالي تشوركين الذي فارق الحياة في مثل هذا اليوم عام 2017 وقبل يوم من عيد ميلاده الـ 65، عبر العديد من الدبلوماسيين خلال فيلم وثائقي عرضته قناة "روسيا 1" يحكي قصة حياته، عن إعجابهم بهذه الشخصية الاستثنائية كما سلطوا الضوء على أهم ما قدمه خلال مراحل حياته الدبلوماسية.
وقال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن العديد من الدبلوماسيين الروس دخلو التاريخ ولكن فيتالي تشوركين دخل التاريخ كشخص عرف بصلابته وقسوته ولكن في نفس الوقت صداقته كانت لا تقدر بثمن، والجميع كان يرغب في كسب صداقته خاصة أولئك الذين كان يجري معهم مناقشات حادة. كان دبلوماسيا مميزا.
أما مندوبة أمريكا السابقة في مجلس الأمن والنظير اللدود لتشوركين، سمانتا باور، قالت بأن فيتالي كان يتمتع بحس كبير من الفكاهة والمرح، وكان واحدا من أفضل من يمكن تعليق الآمال عليهم لبذل جهود مشتركة بين روسيا والولايات المتحدة. وأردفت قائلة: "كان فيتالي دبلوماسيا مهنيا بامتياز، بذل كل قدراته في الدفاع عن بلاده وثقافتها وتقاليدها التي كان يحبها". وتابعت بأن القدرة التنافسية للدبلوماسي نابعة من حبه للعب كرة التنس وتمنت لو جمعتهما مباراة لكرة المضرب.
إن رحيل فيتالي تشوركين عن عالم السياسة، خسارة لا تعوض بالنسبة لروسيا. فقد كان من ألمع الدبلوماسيين، وكان يتمتع بمهنية عالية، وسيذكره التاريخ وسيبق إرث الدبلوماسية الروسية.