وعقدت مفاوضات بين الحكومة والمعارضة برعاية إقليمية وأممية للتوفيق بين الحكومة والمعارضة، وانتهت الجولة الثانية منذ أيام قلائل، وينتظر استئناف الجولة الثالثة والأخيرة مارس/آذار القادم.
والتقت "سبوتنيك" بماثيو مايور أمين عام حزب المؤتمر الديمقراطي وعضو الوفد الحكومي للمفاوضات مع المعارضة في أديس أبابا بإثيوبيا…
وجاء الحوار كالتالي
ما زالت دولة جنوب السودان تعاني من الأزمات الداخلية والصراع على الحكم.. هل لك أن تصف لنا الوضع الراهن في البلاد؟
بعد استقلال دولة جنوب السودان ووجود نظام حكم مستقل بها، انحرفت الدولة عن المبادىء التي قامت عليها، ودخلت في صراعات مع الفرقاء في الحركة الشعبية باعتبارهم الحزب الحاكم في جنوب السودان، ونحن كأحزاب سياسية في البلاد سعينا من أجل تحقيق السلام، وقد قمنا بمبادرات في العام 2015 ووقعنا اتفاق سلام بعد عامين من الصراع الذي راح ضحيته المئات من جميع الأطراف، ولم يستمر السلام طويلاً حتى اندلعت المواجهات بين حركة "رياك مشار" التابعة لنائب رئيس الجمهورية وبين قوات الدولة، وبعدها بدأت الأمور تأخذ منحنى التهدئة منذ شهر يوليو/تموز 2017 الماضي، والوضع الحالي يشير إلى أن معظم المدن الكبرى شبه مستقرة وتحت سيطرة الدولة، ولكن يتطلع الجميع إلى أن يكون هناك سلام دائم بين الفرقاء.
ما هى الكتل السياسية التي تتحكم في الوضع الراهن داخل دولة الجنوب؟
هناك كتل سياسية متعددة متمثلة في 14 حزبا سياسيا مسجلا، فقبل توقيع اتفاقية السلام الأخيرة كان حزب المؤتمر الوطني العام هو الحزب الحاكم في البلاد.
الاتهامات بين الحكومة والمعارضة لم تنته… هل هناك تدخلات خارجية تؤجج الصراع؟
كنا نتطلع جميعاً لانتخابات 2015 وكانت الأحزاب والحركات تستعد للمنافسة الحرة والنزيهة، وكان حزب الحركة الشعبية يحاول تنظم وثائقه للدخول في مؤتمره العام، كما يهدد القيادة الجديدة بالنسبة لحزبه، وهنا اندلعت الحرب بين رياك مشار وسلفاكير "الرئيس ونائبه"، أما الأحزاب الأخرى فليس لديها أي معارضة في خوض أي انتخابات، أما بالنسبة للمعارضة فليس هناك معارضة سياسية حرة كما هو موجود بكل دول العالم، بل وجدت الكثير من الحركات المسلحة من أجل المال، وقد احتوت بعض الدول تلك المعارضة مثل السودان وروندا وكينيا وغيرها، وانطلقت منها عمليات مسلحة ضد حكومة الوحدة الوطنية في جنوب السودان، وكان مخططا أن تكون هناك حكومة تمثل كل الأطياف ولكن المعارضة لم تعط الفرصة لذلك، والحل الوحيد للوضع الراهن هو إيقاف الحرب.
من هم رعاة عملية التفاوض في أديس أبابا… وهل استقالة رئيس الوزراء الإثيوبي ستؤثر على سير العملية؟
بالتأكيد استقالة رئيس الوزراء الإثيوبي ستؤثر على عملية التفاوض، وربما رئيس الحكومة الجديد يقدم مخاوف قد لا تساعد على سير الانتخابات في مجراها المطلوب، ولكننا نأمل أن تسير الأمور بشكل طبيعي برعاية الاتحاد الأفريقي والذي يرعى تلك المفاوضات وتعقد الجولات بمقره في أديس أبابا، وفي الأيام الأخيرة كانت كل الأطراف متفقة على الكثير من البنود والتعهدات، وقد كنا على وشك التوصل لاتفاق شامل ولكن حدثت بعض الأمور التي سببت الخلاف، ولكن هناك وعود ببدء واستكمال عملية التفاوض في الأسبوع الأول من شهر مارس القادم في مستواها الثالث والأخير.
هناك اتهامات بأنكم ذراع إسرائيل في القارة الأفريقية، ما رأيكم؟
هذا الكلام ليس حقيقياً، ونحن كدولة في الجنوب السوداني لنا الحق في إقامة علاقات وصداقة مع من نشاء من الدول وفق المواثيق والأعراف. من حقنا أن نصادق إسرائيل أو غيرها وفقا لمصالحنا، ولسنا الوحيدين في المنطقة الذين أقاموا علاقات مع اسرائيل، فعدد من الدول العربية تقيم الآن علاقات مباشرة مع إسرائيل ومنذ سنوات وهذه الأمور معلنه بشكل رسمي وفقاً لاتفاقات دولية.
خلال الفترة القليلة الماضية اتخذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرارا بنقل سفارة بلاده إلى القدس، وحدث شبه اجماع دولي على رفض القرار.. لماذا توارى جنوب السودان في تلك الأزمة؟
جنوب السودان من الدول متعددة الديانات والمعتقدات، ونحن نعتبر القدس هى أرض جميع الأديان السماوية، ونحن كدولة لدينا رجال دين مسلمين ومسيحيين ولنا تحفظ على ما يجري من قرارات يتم اتخاذها بواسطة الإدارة الأمريكية.
كيف ترون الدور الروسي في المنطقة؟
نحن كدولة جنوب السودان لنا علاقة صداقة مع روسيا ومع مصر وكنا صديق حميم للولايات المتحدة الأمريكية، وفي الآونة الأخيرة، أمريكا ودول الترويكا تحالفوا علينا، وفي الأخير نحتاج للدور الروسي والدور المصري في إطار الصداقة التي تنظم العلاقات بين الدول، ونهضتنا السياسية والاقتصادية تعتمد على المشاركات مع دول الجوار والدعم من الأصدقاء.
تقولون إن علاقتكم خاصة مع مصر، فأين دوركم في أزمة سد النهضة؟
كان موقفنا محايدا من جميع الأطراف، وهذا يرجع إلى أننا دولة لها مسؤولين ولم تطلب منا مصر إلى الآن التدخل أو الوساطة في موضوع سد النهضة ولو طلبوا ذلك فنحن جاهزون للوساطة.
ما هى طبيعة العلاقات مع الخرطوم الآن بعد فتح المعابر؟
لدينا اتفاقيات صداقة مع الخرطوم تم توقيعها في 2012، وهناك اتفاقات تعاون مشتركة، وما حدث بيننا وبين السودان، يشبه ما حدث بين السودان ومصر في الخمسينات عندما انفصل السودان عن مصر، وتم تطوير تلك العلاقات إلى أن وصلنا لمرحلة جيدة، ولكن كلما حدثت مشكلة تراجعت تلك العلاقات وبعدها تعود للتحسن مرة أخرى، وفي الآونة الإخيرة وصلت الأمور لمراحل متطورة وتم فتح المعابر ولم يتبق سوى الملفات الأمنية والتي يجري العمل على حلها والتغلب عليها على الحدود بعد تنفيذ اتفاق بإنسحاب قوات الجانبين من الحدود مسافة 15 كم شمالا وجنوباً منزوعة السلام وهذا سيكون ميزة كبرى بالنسبة لأهل الجنوب، فانفصال جنوب السودان جغرافيا، فنحن شعب واحد، وسبب انفصالنا هو أن تكون سيادتنا مستقله عن الشمال وليست خلاف جوهري.
المخاوف الأمنية هى التي كانت تسيطر على المشهد بين الخرطوم وجوبا… كيف تغلبتم عليها وفتحتم المعابر بين البلدين؟
تغلبنا على تلك المشاكل بالتفاهمات بين الطرفين وفي الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس إلى الخرطوم تم توقيع عدد من الاتفاقات الهامة في هذا الشأن ومنها عدم جواز إيواء أي من عناصر المعارضة في كلا البلدين.
أجرى الحوار/ أحمد عبد الوهاب