تساؤلات كثيرة تطرح نفسها حول تناقض المواقف السياسية والإعلامية للدولة الألمانية مع السلوك الحالي.
للإجابة عن هذه التساؤلات استضاف "برنامج ما وراء الحدث" عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشعب السوري الدكتورة نورا أريسيان.
سبوتنيك: دكتورة نورا أهلا ومرحبا بكم!
الدكتورة أريسيان: أهلا ومرحبا بكم، وشكرا لـ"سبوتنيك" على الاستضافة.
سبوتنيك: ماهية زيارة هذا الوفد وهل أتت برغبة من الجانب الألماني أم بدعوة من الجانب السوري، خاصة وأن ألمانيا من الدول التي لجأ إليها عدد كبير من السوريين الهاربين من ويلات الحرب؟
الدكتورة أريسيان: الوفد البرلماني الألماني يقوم بزيارة رسمية إلى سوريا منذ يومين يتألف من 7 أعضاء ويمثل أعضاء الوفد حزبين "الحزب البديل من أجل ألمانيا" من البرلمان الاتحادي "بوندستاغ"، وهناك ثلاثة أعضاء من البرلمان المحلي، وهذه الزيارة حسب تصريحات الوفد تهدف للإطلاع على الواقع في سوريا.
بالنسبة لترتيبات زيارات الوفود، في الحقيقة نحن اليوم نشهد توافدا على الزيارات إلى سوريا، وزيارات الوفود البرلمانية إلى سوريا تأخذ بعدا جديدا وزخما أكبر في هذه الآونة، وهذه الزيارة تتم عبر القنوات الدبلوماسية الرسمية عبر وزارة الخارجية، وأيضا هناك وفد كوبي يقوم حاليا بزيارة سوريا برئاسة النائب الأول لوزير الخارجية الكوبي وزار مجلس الشعب ورئيسه، وهذه الزيارت يتم ترتيبها بناء على اتصالات وتوافقات عبر القنوات الدبلوماسية .
سبوتنيك: هل تمت مناقشة ملف اللاجئين في الداخل والخارج، وما الذي يمكن أن يقدمه البرلمانيون الألمان في هذا الجانب وخاصة لجهة عودتهم إلى الوطن؟
الدكتورة أريسيان: ملف اللاجئين ملف مهم والحزب البديل من أجل ألمانيا هو حزب مناهض للهجرة ويهاجم وسائل الإعلام الألمانية لأنها غير موثوقة بأي ملف وخاصة ملف اللاجئين، وفي الحقيقة كان هذا الحزب استغل أزمة اللاجئين واستخدم ملف اللاجئين من أجل الفوز في الانتخابات في العام الماضي، والآن أعضاء هذا الوفد اتخذوا الخطوة الأولى للاطلاع على الواقع والحقيقة في المناطق المحررة في سوريا وهذه كانت رغبتهم وسيقومون بعدة زيارات خارج دمشق إلى حلب وحمص ومناطق محررة أخرى للاطلاع على كيفية مساعدة الدولة في ملف اللاجئين وتوفير الخدمات للعائدين إلى المناطق المحررة وهذه رغبة من قبل أعضاء الوفد لاستكمال الصورة الشاملة عن ملف اللاجئين.
سبوتنيك: زيارة مثل هذا الوفد وبمثل هذا المستوى ألا تعتبر اعتراف واضح وصريح بالدولة السورية وشرعية الحكومة السورية التي نادت الكثير من الدول بإسقاطها لكونها تقتل شعبها كما يدعون وتمارس الإرهاب ضده كما كانوا يشعيون به في وسائل إعلامهم، ألا يأتي هذا في إطار الاعتراف الرسمي بشرعية الحكومة كمدخل لإعادة العلاقات مع الدولة السورية؟
الدكتورة أريسيان: صحيح، سأتطرق في معرض إجابتي إلى نقتطين، أولا أعضاء الوفد صرحوا للإعلام السوري بأنهم فوجئوا بالحياة الطبيعية في دمشق على الأقل في أثناء تجوالهم ولقاءاتهم بالمسؤولين وحتى الشارع العام، وهذا موضوع جدا مهم، ونحن استعرضنا أهمية فتح السفارات في البلدين لتبادل المعلومات والحقائق عبر السفراء ولتجاوز الأخطاء التي تمر عبر وسائل إعلامهم، وخلال اللقاء في لجنة الشؤون الخارجية أنا شخصيا طرحت عليهم فكرة، كانت أن السيدة ميركل في حديث لها أمام وسائل إعلام أجنبية غير ألمانية تحدثت فيها عن الأمن الداخلي وقالت بأنه التزام الدولة وأن الدولة هي من تملك السلطة، أنا تطرقت إلى هذا الموضوع وأطلعتهم إلى أن هذا مايقوم به الجيش العربي السوري وتقوم به الدولة للحفاظ على الأمن الداخلي.
سبوتنيك: هل حمل الوفد أي من الرسائل من قبل الحكومة الألمانية أو جهات أخرى خاصة في ظل طلبات سابقة من معظم الدول الغربية لجهة التعاون الأمني بعد ما بدأت تيارات عودة عدد كبير من الإرهابيين إلى أوطانهم ومنها ألمانيا؟
سبوتنيك: واضح من مستوى الوفد أن هناك مباركة من الحكومة الألمانية مما يعني أنه يمكن أن تكون مثل هذه الوفود جسورا مبدئية لإعادة الحوار والعلاقات الدبلوماسية، هل من رسائل سورية سيحّملها الجانب السوري إلى الحكومة الألمانية عبر هذا الوفد؟
الدكتورة أريسيان: هناك عدة رسائل، فقد تطرقنا إلى ضرورة فتح السفارات لتبادل المعلومات لتكون الجسر الحقيقي الذي تعبر من خلاله المعلومات والحقائق بالنظر إلى السفارات الأخرى التي تعمل في سوريا وهي فعلا الجسر الحقيقي الذي تعبر من خلاله الحقائق والمعلومات، وهذا سيؤدي إلى تغيير الرأي العام والمزاج العام في ألمانيا وغيرها من الدول التي تمول وتدعم الإرهاب، لأن الإعلام الغربي في الحقيقة لايتحدث عن هذا الأمر وهم في تخوف في المستقبل من عودة الإرهابيين إلى هذه الدول، ومن أهم المحاور في النقاشات التي جرت كان توضيح موقف تركيا وصورتها في الإعلام وما تقوم به من دعم للإرهاب ولاسيما في الوقت الأخير وفي عفرين حالياً.
سبوتنيك: انطلاقا من النتائج الإيجابية لهذه الوفود، ماهي الإجراءات التي تتخذها الحكومة السورية لتسهيل مثل هذه الزيارات؟
الدكتورة أريسيان: الدول الصديقة توجه إليها من قبلنا الدعوات، وهم يرسلون إلينا الرسائل لتوضيح رغبتهم بزيارة سوريا، والدول الأخرى التي غابت عن ساحة الدبلوماسية الشعبية ولكن فاعلة ربما في ساحات أخرى هي الآن تبدي رغبة في زيارة سوريا والحوار، وأنا أتحدث هنا في الشق البرلماني لتفعيل الدبلوماسية الشعبية بين كل هذه الدول. وفي حقيقة الأمر، سوريا ترحب بهذه المبادرات وكذلك مجلس الشعب ولجنة الشؤون الخارجية والعرب والمغتربين كل الهيئات وأيضا جمعيات الصداقة التي شكلت منذ فترة في مجلس الشعب هي أيضا تقوم بدورها لتفعيل الدبلوماسية الشعبية، ونحن نرحب بأي مبادرة وأي زيارة وأهلا وسهلا بهم للاطلاع على الواقع والحقيقة في سوريا ولتغيير الواقع والرأي العام السائد في دولهم حول مجريات الأحداث في سوريا وحقائقها على الأرض.
سبوتنيك: شكراً لكم دكتورة
الدكتورة أريسيان: شكراً لكم
أجرى الحوار نواف إبراهيم