تؤكد روبنس في كتابها أنها اكتشفت، بالصدفة البحتة، الحيلة التي من شأنها مساعدة أي إنسان فى التغلب على خوفه وكسله عندما يهم باتخاذ أي قرار أو حتى عند القيام بالمهام اليومية المعتادة، وتتلخص فكرتها في أنه عندما يشعر الإنسان بالرغبة في القيام بنشاط ما يبدأ العد التنازلي من 5 4 3 2 1 ثم يتحرك فورا.
Meeting Mel Robbin’s and learning about the 5 Second Rule https://t.co/vEYWoU70VL pic.twitter.com/s0l48H7ziP
— Susannah Gill (@susannahgill) March 20, 2018
تقول روبنس أنها في أحد الأيام قبل أن تخلد إلى النوم شاهدت في التلفاز عملية إطلاق صاروخ تجريها وكالة ناسا، حيث بدأ العد التنازلي من 5 إلى 1 أعقبه الانطلاق وما يصاحبه من انفجار هائل، فتم تسجيل هذا المشهد في عقلها الباطن، وعندما دق جرس منبهها في صباح اليوم التالي وجدت نفسها بشكل تلقائي تعد تنازليا 5 4 3 2 1 ثم نهضت من الفراش بنشاط لم تعتاده من قبل.
فوجئت روبنس من القوة الهائلة التي منحها إياها هذا العد التنازلي ومن كم النشاط الذي اكتسبته فقط في 5 ثواني، رغم أنها اعتادت لسنوات طوال الضغط على زر الغفوة أو الـSnooze عندما يحين موعد استيقاظها ثم تواصل نومها، وهو ما كان يدخلها في العديد من المشاكل المتعلقة بواجباتها العملية والأسرية.
تعمقت روبنس في البحث بشكل علمي عن السر وراء فعالية قاعدة الخمس ثواني، ووجدت أنه عندما يبدأ الإنسان العد التنازلي من 5 4 3 2 1 ويتحرك أو يقول ما يريده فإنه بذلك يعطل عمل خدعة ينفذها العقل وهي أنه يظهر للإنسان المخاوف وأسباب التردد والقلق مما هو مقبل عليه أو من النشاط الذي يريد تنفيذه، وذلك بهدف أن يبقي الإنسان في منطقة الراحة أو ال comfort zone.
My favorite book on Audible this month: “The 5 Second Rule” by Mel Robbins! Anything you struggle with is likely just a bad habit. Reshape your cognitive ability to change your habits by waking up your prefrontal cortex and taking action before you have … https://t.co/caHVAPAyGY pic.twitter.com/Qu7MZHJNhD
— Jodi (@_FamilyCulture) March 6, 2018
ويحدث العكس في حال الانتظار لأكثر من خمس ثواني بعد الشعور بالرغبة في القيام أو قول شيء ما، حيث يسرع العقل في تضخيم حجم المخاوف واحتمالات الفشل والإحراج والويلات التي قد يواجهها الإنسان نتيجة قراره لكن عند العد من 5 4 3 2 1 ما لا نعطي للعقل مساحة المناورة والمماطلة التي عادة تنتهي بإحباط محاولات الإنسان في القيام بأي شيء وتقعده عن القيام بأي نشاط أو خطط.
تشرح الكاتبة كيفية الاستفادة من قاعدة الخمس ثواني في مختلف مجالات الحياة بدءا من الاستيقاظ في الموعد المحدد، مرورا بإنجاز المهام اليومية في معادها وإنجاز الخطط مثل بدء الحمية الغذائية والإقلاع عن عادات سيئة مثل التدخين وإدمان وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك التخلص من صفات يظن البعض أنها ستلازمه طيلة حياته مثل الخوف المرضي وضعف الثقة بالنفس.
فما بين القرارات البسيطة ووصولا إلى القرارات المصيرية مثل الدخول في علاقة، نجد أن بساطة القاعدة هي سر قوتها فعلى الرغم من أنها لا تستغرق سوى 5 ثواني فقط تبدأ في التحرك بعدها، لكنك ستجد نفسك تتصرف حينها وفقا لأهدافك وقيمك العليا في الحياة مثل الرغبة في النجاح والإنجاز وغيرها، وليس بناء على مخاوفك وعيوب شخصيتك.
دعمت المؤلفة كتابها بقصص حقيقية لأشخاص طبقوا قاعدة الخمس ثواني وححقت لهم تحولا كبيرا في حياتهم على كافة الأصعدة، نظرا لسهولتها وإمكانية تطبيقها في كافة الظروف وصلاحيتها لكافة الفئات العمرية والفكرية.