وتابع المحلل السياسي اللبناني المتخصص في الشأن السوري: "لكن ما نلاحظه اليوم، أن المؤسسات الأمنية والعسكرية توافقت على الإعلان عن مسوؤلية إسرائيل عن استهداف المفاعل النووي السوري في دير الزور، وهذا ما يطرح العديد من التساؤلات حول هدف الإعلان عن ذلك في الوقت الحالي، خاصة بعد إسقاط المضادات الأرضية السورية لطائرة إسرائيلية بين "شفا عمرو" و"الناصرة"، وضغوط رئيس الوزراء الإسرائيلي على الإدارة الأمريكية لإلغاء الاتفاق النووي الإيراني".
وأوضح نضال السبع أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد"، نفذ خلال 14 شهرا، الممتدة من النصف الأول من عام 1972، وحتى يوليو/ تموز من عام 1973، 55 عملية أمنية استهدفت قادة العمل الوطني الفلسطيني، ولم تعلن إسرائيل إلا عن 25 عملية منها، رغم مرور أكثر من 45 عاما على تنفيذها، حسبما ذكر رونين بيرغمان، الخبير المقرب من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
ولفت السبع إلى أن هناك شواهد كثيرة على تلك العمليات، التي لم تفصح عنها إسرائيل لضرورات أمنية، مثل "عملية الموساد في طرابلس" عام 1973، التي لم تعترف بها إسرائيل، رغم اعتقال ضابط إسرائيلي برتبة نقيب يدعى حاييم روفائيل، بواسطة قائد شرطة مدينة طرابلس اللبنانية النقيب عصام أبو زكي.
وأكد السبع أن هذا الإعلان هو محاولة من جانب قادة إسرائيل ليدعوا أنهم قادرون على توفير الأمن للمجتمع الإسرائيلي، الذي أصيب بالصدمة بعد إسقاط الطائرة الإسرائيلية في شمال فلسطين قبل شهر ونصف تقريبا، بجانب سعي إسرائيل إلى إبراز التعاون بين سوريا وكوريا الشمالية في المجال النووي.
وأقر الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، في بيان رسمي له بتدمير مفاعل نووي سوري كان في المرحلة الأخيرة من بنائه في ضربة جوية شنتها مقاتلاته عام 2007، مشيرا إلى أن البيان الخاص بالضربة الجوية، التي دمر فيها المفاعل، جاء في أعقاب إنهاء أمر رقابي عسكري كان يحظر بموجبه على أي مسؤول إسرائيلي التحدث بشأن العملية.
وقال وزير الاستخبارات الإسرائيلي إسرائيل كاتس، اليوم الأربعاء، إن قصف المفاعل النووي السوري عام 2007، يشير إلى أن تل أبيب لن تسمح لمن يهددون بقاءها بامتلاك أسلحة نووية.