"الثقافة في قلب المدينة"…بهذا الشعار افتتح الرئيس التونسي، مساء أمس، الأربعاء 21 مارس/ آذار، مدينة الثقافة، في العاصمة تونس على مساحة تقدر بنحو 20 فدانا.
ومن جانبه قال الكاتب الصحفي التونسي، سيف الدين العامري، إن المثقفين انتظروا تلك المدينة طويلا، مضيفا لـ"سبوتنيك " إن فكرة إنشاء تلك المدينة تعود إلى بداية الألفية، قبل قيام ثورة 2011، وساعدت الاحتجاجات التي شهدتها البلاد ونقص التمويل في تعطيل إنجازها، حتى تولت شركة تونسية عام 2016 مهمة استكمال بناء المدينة، عوضا عن شركة تشيكية كانت قد بدأت عملية التشييد 2011.
وتضم المدينة، ثلاثة مسارح، وثلاث قاعات عروض، ومتحفا للفنون المعاصرة والحديثة، ومركزا وطنيا للكتب ومركزا للاستثمار الثقافي، إلى جانب دار أوبرا تسع 1800 متفرج، ومسرحا للجهات يتسع 700 مقعد ومسرحا للمبدعين الشبان يسع 300 مقعد، إضافة إلى ست قاعات أخرى للمران والإنتاج والتخزين.
كما تشمل المدينة مجمع للسينما، مكون من قاعتين تتسع الأولى 350 مقعدا، والثانية 150 مقعدا، إضافة إلى مكتبة سينمائية، إلى جانب المركز الوطني للسينما والصورة، وقاعات اجتماعات واستقبال ومساحات تجارية ومقاهي، وبرج يرتفع بطول 65 مترا لاحتضان الندوات الفكرية واللقاءات الأدبية وبرامج تلفزيونية وإذاعية.
وكشف العامري أن المدينة الثقافية التونسية تضم دارا للأوبرا تنافس أشهر دور الأوبرا العالمية، وتعد نقطة مضيئة في سماء تونس لنشر الثقافة والفنون وطرد نقيض الثقافة "الإرهاب"، ولكن بعد الافتتاح تبين وجود بعض السلبيات.
ولكن الكاتب الصحفي التونسي، حدد السلبيات، في الطبيعة المعمارية للمدينة وكأنها مطار أو "مول" خليجي، مضيفا نحن في تونس لنا طابع معماري خاص، ونظرة خاصة للثقافة، وننأى بأنفسنا عن هذه التقليدية في البناء، نحن بنينا الثقافة في تونس منذ قرطاج، وقد تطورت عبر العصور للوصول إلى بناء ثقافي في الستينيات والسبعينيات يحاكي النموذج العالمي في المسرح والسينما والموسيقى والفنون، والمدونة الثقافية التونسية تحتوى الكثير من التحرر والفكر التقدمي.
وأشار الصحفي التونسي كذلك لعدم وجود مكتبة كلاسيكية للكتب، داخل المدينة، وإنما فقط مكتبة متعددة الوسائط، إضافة إلى اختيار إنشاء المدينة في العاصمة، بدلا من إنشائها في الريف أو القرى أو غيرها من المناطق المتعطشة للثقافة.
ولفت العامري إلى أن شعار المدينة "الثقافة في قلب المدينة"هو شعار منتقص لسكان الريف والقرى التونسية البعيدة، التي من المفترض أنها تحتاج أكثر من مدينة إلى الثقافة والفنون، حتى لا يعشش فيها نقيض الثقافة وهو الإرهاب.
وانتقد الكاتب الصحفي تخصيص مسرح وسط المدينة للجهات، والمناطق الريفية، مفسرا بأن المسرح هو أكثر الفنون عالمية، ويمس الإنسان أيا كان، ولا يمكن تقسيمه وجعله قاصرا على مناطق معينة، معتبرا أن هذا الأمر يدخل في إطار "الفهلوة السياسية"، والخطاب الرديء عن استيعاب كافة القوى المختلفة.