وكتبت الفنانة الراحلة: بالأمس.. كنت أحاول تخفيف وطأة هذه المعاناة القاسية على أولادي.. فكان علي أن أخترع سيناريو.. فقلت… لا تخافوا.. هذا الجسد كقميص رث.. لا يدوم.. حين أخلعه.. سأهرب خلسة من بين الورد المسجى في الصندوق.
وأترك الجنازة "وخراريف العزاء" عن الطبخ وأوجاع المفاصل والزكام… مراقبة الأخريات الداخلات.. والروائح المحتقنة… وسأجري كغزالة إلى بيتي… سأطهو وجبة عشاء طيبة.. سأرتب البيت وأشعل الشموع… وانتظر عودتكم في الشرفة كالعادة.. أجلس مع فنجان الميرمية.. أرقب مرج ابن عامر.. وأقول.. هذه الحياة جميلة.. والموت كالتاريخ.. فصل مزيّف.
وتوفيت، اليوم السبت 24 مارس/آذار الجاري الفنانة الفلسطينية ريم بنا عن عمر ناهز 52 عاما، بعد صراع مع مرض السرطان.
وقالت وزارة الثقافة الفلسطينية: "ريم بنا مغنية وملحنة فلسطينية، كما أنها موزعة موسيقية وناشطة، وُلدت في العام 1966، بمدينة الناصرة في الداخل الفلسطيني المحتل، وهي ابنة الشاعرة الفلسطينية زهيرة صباغ".
وأضافت الوزارة في بيان لها، أن ريم بنا "شكلت رمزا ملهما للنضال ضد الاحتلال وحملت فلسطين دوما بصوتها".
كما نعاها شقيقها فراس بصفحته على "فيسبوك" قائلا: عائلة ريم بنا، والدتها زهيرة وأخوها فراس وأبناؤها بيلسان وأورسالم وقمران، وأصدقاؤها وأحباؤها والشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، ينعون إليكم ببالغ الحزن والأسى رحيل ابنتهم البارة ومغنية فلسطين الأولى ريم بنا، متممة واجباتها الوطنية والإنسانية تجاه شعبها وكل مظلومي العالم.
وتزوجت ريم بنا في عام 1991 من الموسيقي الأوكراني ليونيد أليكسيانكو، الذي درس الموسيقى والغناء معها في المعهد العالي للموسيقي بموسكو، وكانا يعملان معا في مجال الموسيقى والتأليف، وأنجبا ثلاثة أطفال، لكنهما انفصلا عام 2010.
واشتهرت ريم بنا بأداء الأغاني الوطنية والتراثية، وشاركت في العديد من المهرجانات العربية والدولية.
وأعلنت بنا إصابتها بالسرطان قبل سنوات وقالت إنها شفيت منه لكن حالتها الصحية ساءت من جديد.