ومع صلوات وقداديس الطوائف المسيحية، التي تحتفل اليوم بعيد الفصح، تشارك السوريون في الكنائس الدعاء والشكر لخلاصهم من الإرهاب وقذائفه التي ملأت أيامهم لأعوام.
قالت السيدة سيرين ضاحي، التي حضرت إلى كنيسة الزيتون للصلاة، لـ "سبوتنيك"، "أول مرة من سنين منبكي فرح.. طالعين نصلي ونحنا حاسين بالأمان ومو خايفين على أولادنا".
من جانبها، قالت الشابة لين اسطانوم لـ"سبوتنيك" "العيد عيدين فرحة انتصار الجيش العربي السوري في الغوطة وفرحة تمكننا من إقامة طقوس العيد باطمئنان".
وذكر الشاب جون بدور أنه منذ مايقارب 15 يوما كانت شوارع باب توما شبه خالية لا أحد يخرج إلا للضرورة، خوفا من القذائف التي تسببت بموت الكثير من الأطفال والمدنيين، متابعا "نعايد دماء شهدائنا الذين ماتوا على أرض هذه الشوارع منذ أيام، واليوم صليب المسيح وآلامه تمر بذات المكان لتحيي دمائهم في ذاكرتنا".
وترافق احتفالات عيد الفصح المجيد لدى العائلات السورية طقوسا وعادات متجذرة منذ آلاف السنين، منها سلق البيض وتلويينه وهو الذي يشير إلى تجدد الحياة. ووضع الشموع وتزيين البيوت وصنع الحلويات.
الجدة أم إلياس، التي قتلت حفيدتها بقذيفة في ساحة باب توما، قالت لـ"سبوتنيك"، "هالمرة زينة بيوتنا ملونة بالأحمر وضحكاتنا موجودة كرمال ولادنا والجيل القادم".
وفي الوقت ذاته، تحتفل اليوم الطوائف المسيحية التي تسير على التقويم الشرقي بـ "أحد الشعانين" لتهيء نفسها لاحتفالات الأحد القادم بعيد الفصح للمسيحيين الأرثوذكس.
وتقول السيدة لور من كنيسة المريمية بمنطقة باب شرقي في دمشق لـ "سبوتنيك"، "شعانين اليوم مباركة بتحرير الغوطة.. طعم الفرح هذا العام مختلف".
ويؤكد الشاب يوسف رزق أن إقامة طقوس الأعياد في سوريا يشير مجددا إلى أن سوريا بلد التعايش والتآخي. وأضاف "في شعنينة اليوم أضئنا شموع الحياة المشتركة التي تميز بها السوريون منذ القدم".
ومن فريق كشاف الكنيسة، وجه الشاب جوني شدياق التحية للجيش العربي السوري لأنهم السبب الذي جعلهم يتمكنون من السير بالكشاف في شوارع دمشق دون خوف مضيفا، "هذه البلد لا يليق بها الخوف والفضل لأبطال الجيش. في الأعوام السابقة لم نتمكن من الخروج، أما هذا العام خرجت فرق كشافة جميع الكنائس".