ويجمع النحل الرحيق من الزهور التي تنمو قرب منزلها في منطقة مارمل في إقليم بلخ شمال البلاد. وجمعت الفتاة في أول مرة 16 كيلوغراما من العسل مما أتاح لها رد القرض والاحتفاظ ببعض النقود أيضا.
ولدى فروزان الآن 12 خلية نحل وأنتجت العام الماضي 110 كيلوغرامات من العسل، ما مكنها من جمع 100 ألف أفغاني (1450 دولارا) في بلد يبلغ نصيب الفرد فيه من الناتج الإجمالي المحلي نحو 600 دولار في المتوسط.
وقالت فروزان "القرية التي أعيش فيها قرية تقليدية ولا يسمح للنساء بالعمل خارجها…لكن عندما بدأت العمل في هذا المجال أدركت أنها مهمة سهلة. وأخبرت الناس عن تربية النحل ثم تقبلوا الأمر".
ومنذ سقوط حكومة حركة "طالبان" في أفغانستان في 2001 تحسن وضع النساء في المجتمع بشكل ملحوظ لكن التقاليد والافتقار إلى الأمن وما حدث مؤخرا من تراجع فيما يقدمه المانحون الدوليون أبطأ مسيرة التقدم في هذا المسار.
وتريد فروزان، وهي حاليا في السنة النهائية من الدراسة بالمدرسة، أن تدرس الاقتصاد وتنمي مشروعها وهو هدف ربما أصبح الآن ممكنا لها ولشقيقاتها الثلاث بسبب دخل المشروع.
وتقول إن الاعتناء بعشرات الآلاف من النحل يمكن أن يتم بسهولة إلى جانب الدراسة والأعمال المنزلية. فضلا عن ذلك فإن والدها إسماعيل الذي يعمل مزارعا مثل أغلب سكان المنطقة يدعم مشروعها.
وقال "كان حلمي أن تكون لي ابنة يمكنها أن تجد عملا مثل هذا وتصنع مستقبلا لنفسها".
ويأخذ إسماعيل إنتاج ابنته من العسل كل بضعة أسابيع إلى مزار الشريف عاصمة الإقليم التي تبعد أكثر من 50 كيلومترا كي يبيعه للمتاجر.
وتقول وسائل إعلام محلية نقلا عن مسؤولين حكوميين، أن إنتاج أفغانستان من العسل ارتفع في السنوات الماضية ليبلغ ألفي طن في 2015 لكن مشكلات البنية التحتية في البلاد تحول دون تصدير أغلب هذا الإنتاج.