واتضح أن تخصيص الإعلانات من الأمور واسعة الانتشار على "فيسبوك" ومن دون حدود، فيمكن تفصيل إعلانات لك، ليس فقط بناءا على الأماكن التي تعيش فيها، والمواقع الإلكترونية التي زرتها مؤخرا، وإنما وفقا لكل النشاطات التي شاركت فيها خلال الستة أشهر الماضية، ومنها اهتمامك بالأغذية العضوية، أو حتى تفاعلك مع أشخاص اشتروا سيارة "بي إم دابليو".
ويذكر أن "فيسبوك" حقق 40 مليار دولار من عائدات الإعلانات في العام الماضي، ليصبح في المرتبة الثانية، من بعد محرك البحث "غوغل"، عندما يتعلق الأمر بحصتها في سوق الإعلان الرقمي العالمي، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم بشكل ملحوظ هذا العام.
Facebook Doesn't Need To Listen Through Your Microphone To Serve You Creepy Ads https://t.co/8xy7mL2cFc pic.twitter.com/FHNmEcmofZ
— Sean Tabatabai (@seantabatabai) April 13, 2018
إليك بعض الطرق "الخبيثة"، التي من الممكن أن يستهدفك المعلنون من خلالها عبر "فيسبوك"، من دون أن تدري:
مراقبة نشاطك الخاص على "فيسبوك"
من المرجح أنك تعلم الآن أن "فيسبوك" يجمع معلومات، مثل اهتماماتك الشخصية، وعمرك، وتتبعك جغرافيا، من أجل مساعدة المعلنين في الوصول إليك، بالإضافة إلى مراقبتهم للأمور التي يفعلها أصدقائك؛ فمثلا إذا كان لديك صديق أعجب بالصفحة الرسمية الخاصة بإحدى الصحف، فقد تشاهد إعلانات عن هذه الصفحة على شريط الأخبار الخاص بك لكي تضغط "لايك" عليها.
ولكن كل هذه معلومات سطحية مقارنة بما سوف تعرفه في السطور التالية، وهو أن "فيسبوك" ومعلنيه في إمكانهم أيضا استنباط أشياء عنك، استنادا إلى الأشياء التي تشاركها عن طيب خاطر، ولمزيد من التوضيح، فإن فيسبوك يصنف مستخدميه بناءا على "معايير عرقية"، وذلك من خلال البرامج التلفزيونية التي تتابعها أو نوع الموسيقى التي تستمع إليها.
وبينما يكون "فيسبوك" مخطئا في الغالب، بشأن أحكامه على أصولك العرقية، فإنه لا يمكن تغييره، كما أنه لا يوجد في موقع "معايير عرقية" بالنسبة لأصحاب البشرة البيضاء.
ولكن واجه "فيسبوك" مشكلة بشأن هذا الأمر في عام 2016، عندما اتهمته منظمة "برو بابليكا" الأمريكية، بأنها تسمح للمعلنين باستبعاد مجموعات عرقية معينة من مشاهدة إعلاناته، عندما يتعلق الأمر بإعلانات الإسكان والتوظيف، وأشارت إلى هذا غير قانوني.
وفي أواخر عام 2017، قال "فيسبوك" إنه يحظر "بشكل مؤقت" قدرة المعلنين على الاستهداف استنادا على الألفة العرقية، إلى جانب أشياء أخرى مثل الألفة الدينية أو الميول الجنسية المثلية.
ولكن لا يزال المعلنين في إمكانهم، استهداف هذه المجموعات، ولا تستبعدهم، وصرح فيسبوك إنه يجري مراجعة لكيفية إساءة استخدام هذه الميزة، ولكنه لم يحدد متى سيرفع ذلك الحظر.
ومع ذلك، يحذر "فيسبوك" المعلنين من تضييق نطاق جمهورهم كثيرا، عن طريق التحديد المفرط مما يجعل الإعلانات أقل فاعلية، نظرا لأن عددا أقل من الأشخاص سيشاهدونها.
تتبعك خارج "فيسبوك"
هناك إعلانات على "فيسبوك" مخصصة لما يعرف بـ "الجمهور المخصص"، وهو يعني أنك إذا اشتريت منتجات أثناء خروجك من "فيسبوك"، أو قمت بزيارة مواقع خاصة، أو شاركت عنوان بريدك الإلكتروني، أو قمت بتحميل تطبيق ما، فإن هذا سيساعد المعلنين عبر "فيسبوك" أيضا على الوصول إليك.
لذلك، إذا كنت من مشتركي شبكة "نيتفلكس" للبث الرقمي، فقد يظهر لك إعلان على "فيسبوك" لعرض تلفزيوني جديد قد يثير اهتمامك، أو إذا كنت قد أعطيت عنوان بريدك الإلكتروني عندما اشتريت زوجا من الأحذية من أحد المحلات، فقد تحصل على إعلان بشأن عروض تنزيلات جديدة وخاصة بالأحذية، بما أن "فيسبوك" لديه عنوان بريدك الإلكتروني أيضا.
ثم هناك "شرائح جمهور مشابهة"، وهؤلاء هم أشخاص ضمن قاعدة عملاء متشابهة، وعلى الرغم من أنهم قد لا يكونوا هم أنفسهم عملاء متوقعين، إلا أنهم يمكنهم التواصل مع نفس قاعدتهم التي تكون خارج "فيسبوك"، وحثهم على أن يدخلوا على الموقع ليكونوا عملاء جدد، لذلك تبحث خوارزميات "فيسبوك" عن قاعدة "الأشخاص المتشابهين" لاستهدافهم.
الإعلانات الديناميكية
تم إطلاق ذلك النوع الجديد من الإعلانات على "فيسبوك" مؤخرا، والذي يتيح للشركات استهداف الأشخاص الذين أبدوا اهتماما بهم بالفعل.
وتعتمد الإعلانات الديناميكية على استخدام "إعادة التوجيه"؛ فعندما تنظر إلى حقيبة يد على موقع على الإنترنت، وبغض النظر عما إذا كنت ترغب في شرائها أم لا، فإن هذه الإعلانات تعرف ما إذا كنت عاينت المنتج فقط أم وضعته في سلة التسوق الخاص بك، وهي طريقة قد تكون مزعجة أحيانا.
وكما أوضحت رئيسة قسم العمليات، شيريل ساندبرج، فإن الإعلانات الديناميكية تسمح لفندق مثل "هوليداي إن" بأن يستهدف الأشخاص الذين بحثوا عن الفنادق عبر موقعه الإلكتروني، ولكنهم لم يحجزوا غرف بعد، وكانت النتيجة تحقيق سلسلة الفنادق لعائد ما أنفقته على هذه الإعلانات ثلاث مرات، مقارنة بحملاتها الإعلانية السابقة.